اليمين الإسرائلي يدعو لتأجيل اتفاق غزة: هل فشل اجتماع الدوحة؟
قسم الأخبار الدولية 09-01-2024
تثير الدعوات الإسرائيلية الرسمية لإرجاء مفاوضات صفقة الرهائن مع حركة حماس إلى حين تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتأكيد على البقاء في قطاع غزة وإقامة المستوطنات، العديد من التساؤلات حول فشل اجتماعات الدوحة المتعلقة بالمفاوضات بين طرفي القتال في غزة.
ودعا وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى تأجيل مفاوضات صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل حتى تنصيب ترامب نهاية الشهر الجاري.
وبرر ذلك بالقول: “نحن بحاجة إلى البقاء في غزة لفترة طويلة جدًّا وإقامة المستوطنات فيها، وسيكون الجيش هو العامل الحاسم لتوفير الأمن لهذه المستوطنات”.
وأضاف سموتريتش: “إسرائيل تستعد لتغيير جذري في إدارة الحرب بغزة، ونحن نعد الجحيم لحماس، وأعتقد أنه يجب ألا تكون هناك مفاوضات مع حماس”، وفقًا لموقع “واللا” العبري.
مخططات يمينية صهيونية متطرفة
كما أن دعوة سموتريتش لا يمكن أن تكون مرتبطة بفشل مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل”، انما تأني هذه الدعوة في إطار مخططات الأحزاب اليمينية داخل حكومة بنيامين نتنياهو.
فسموتريتش والأحزاب اليمينية يحاولون الضغط لرفض التوصل إلى اتفاق تهدئة متعلل بحجج وذرائع واهية، خاصة أنهم يأملون أن يمنح ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاتهم”.
وهذه الدعوات جزء من سعي اليمينيين لفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك لتمديد أمد الحرب التي تمكّن حكومة نتنياهو من الاستقرار والبقاء لفترة أطول”.
كما أنه ومن المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، وسيكون ذلك على عدة مراحل، ولكن فشله في أي مرحلة قد يعني تمرير مخططات اليمين الإسرائيلي، مشددًا على أن إسرائيل قد لا تلتزم بما يتم التوصل إليه.
محاولة أخيرة
كما سيتمكن نتنياهو من فرض أي اتفاق يتم التوصل إليه على الائتلاف الحكومي، لمع العلم أن معارضة الأحزاب اليمينية لأي اتفاق مع حماس بدأت تتراجع.
فالأحزاب اليمينية، على الرغم من معارضتها لوقف الحرب في غزة، ستكون مضطرة للقبول بالصفقة التي ستتم خلال الفترة القادمة، وتصريحات سموتريتش تمثل محاولة أخيرة للضغط على نتنياهو.
فإسرائيل حاليًّا لا تستطيع استئناف البناء الاستيطاني في قطاع غزة أو البقاء عسكريًّا لفترة طويلة، خاصة أن لدى جيشها رغبة في فتح جبهات قتال جديدة، ما يجعل أفكار اليمينيين مستحيلة التطبيق.
وأنّ أي محاولات لتخريب الأجواء الإيجابية المتعلقة بمفاوضات التهدئة لن تنجح، وذلك بفضل الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة والوسطاء وأعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة، كما أن الاتفاق أصبح يمثل مصلحة دولية وإقليمية حاليًّا.