الولايات المتحدة تشن غارات على جماعة إرهابية في الصومال في أول عملية لإدارة ترامب
قسم الأخبار الامنية والعسكرية الدولية 03-02-2025
في الأول من فبراير 2025، شنت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية في شمال الصومال، مستهدفة أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في المنطقة. وهذه العملية، التي أعلنت عنها القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.
وتمثل أول عمل عسكري كبير في الصومال في ظل الولاية الثانية لإدارة ترامب وهي تتبع نمطًا من المشاركة العسكرية الأمريكية المتزايدة في إفريقيا، وخاصة خلال رئاسة دونالد ترامب الأولى، عندما نفذت الولايات المتحدة حملات جوية مكثفة تهدف إلى تفكيك الجماعات الإرهابية في المنطقة.
الضربات الأمريكية
وقد وقعت الضربات في منطقة بونتلاند، وتحديدًا داخل سلسلة جبال غوليس، وهي معقل معروف لتنظيم داعش في الصومال. وأكدت أفريكوم مقتل العديد من عناصر داعش، رغم أنها لم تقدم تفاصيل محددة عن الأفراد المستهدفين.
وفي بيان، أشار الرئيس دونالد ترامب إلى العملية، مشيرًا إلى أنها كانت تهدف إلى القضاء على أحد كبار مخططي داعش الذين يعملون في المنطقة. ويتماشى هذا الإجراء المستهدف مع الجهود الأمريكية المستمرة لمكافحة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى مثل الشباب، التي ترسخت في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي الأوسع.
ولم توضح القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا الأصول العسكرية المشاركة في هذه العملية بشكل صريح، لكن الصور المرفقة بالإعلان أشارت إلى أن الجناح الجوي الأول لحاملة الطائرات، الذي يعمل انطلاقا من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75)، لعب دورا رئيسيا.
وكانت حاملة الطائرات هاري إس ترومان، وهي حاملة طائرات من فئة نيميتز ومقرها في قاعدة نورفولك البحرية بولاية فرجينيا تعمل في البحر الأحمر والمياه المحيطة باليمن والصومال. ويشكل هذا الانتشار جزءا من الجهود العسكرية الأميركية الأوسع لمكافحة عدم الاستقرار الإقليمي، وخاصة التهديد الذي تشكله حركة الحوثيين في اليمن.
الجناح الجوي الأمريكي
يضم الجناح الجوي الأول لحاملة الطائرات عدة أسراب رئيسية، مثل سرب المقاتلات الضاربة 11 (VFA-11)، الذي يحلق بطائرات. F/A-18F؛ وسرب المقاتلات الضاربة 143 (VFA-143) وسرب المقاتلات الضاربة 81 (VFA-81)، . وكلاهما يحلق بطائرات F/A-18E؛ وسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، الذي يشغل طائرات EA-18G Growler للحرب الإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك، شارك سرب القيادة والتحكم المحمول جواً 126 (VAW-126)، الذي يحلق بطائرات E-2D Hawkeye، والعديد من أسراب الدعم والهجوم الأخرى من قاعدة أوشيانا الجوية البحرية وقاعدة نورفولك البحرية في العملية، مما عزز قدرة هاري إس ترومان على إبراز القوة في المنطقة.
كما تم تعزيز الوجود الإقليمي للبحرية الأمريكية من خلال الطراد الصاروخي الموجه يو إس إس جيتيسبيرج (CG-64)، والعديد من المدمرات، بما في ذلك يو إس إس ستاوت (DDG-55)، ويو إس إس جيسون دنهام (DDG-109)، ويو إس إس سوليفان (DDG-68).
وتعد هذه السفن جزءًا من سرب المدمرات 28، المتمركز في محطة نورفولك البحرية، وكانت جزءًا لا يتجزأ من مهام مكافحة الإرهاب والقرصنة الأوسع نطاقًا في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الغواصة الصاروخية الموجهة من فئة أوهايو، يو إس إس جورجيا (SSGN-729)، العاملة في الشرق الأوسط، دورًا حاسمًا في الوجود البحري. حيث تحمل 154 صاروخًا من طراز توماهوك للهجوم البري وقوات العمليات الخاصة للضربات الدقيقة.
مكافحة تنظيم داعش والفصائل الإرهابية
وتسلط هذه الضربة الجوية الضوء على التزام الولايات المتحدة المستمر بمكافحة تنظيم داعش والفصائل الإرهابية الأخرى في الصومال، وهي دولة عانت منذ فترة طويلة من عدم الاستقرار.
وتعتبر العملية في بونتلاند إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف جهودها العسكرية في ظل إدارة ترامب لحماية المصالح الأمريكية وحلفائها في أفريقيا. كما تؤكد على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القرن الأفريقي سواء من حيث عمليات مكافحة الإرهاب أو كممر بحري رئيسي للتجارة العالمية.
وتشير مشاركة حاملة الطائرات هاري إس ترومان وجناحها الجوي في هذه العملية إلى أن القوات الأميركية تعتمد بشكل متزايد على الطيران القائم على حاملات الطائرات لتنفيذ الضربات دعماً لعمليات مكافحة الإرهاب، وهو ما يعكس النطاق العالمي للأصول العسكرية الأميركية.
ومع استمرار المنطقة في التعامل مع نفوذ المنظمات الإرهابية مثل داعش والشباب، فمن المرجح أن تحافظ الولايات المتحدة على وجود عسكري قوي في شرق أفريقيا، حيث تلعب الضربات الجوية والقوة البحرية دوراً محورياً في تشكيل المشهد الأمني.
وتشكل هذه العملية أيضاً تذكيراً بالتحديات الدائمة التي تواجهها الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب العابر للحدود الوطنية حتى مع استمرار الصراعات العالمية الأخرى، مثل الحرب في أوكرانيا، في الهيمنة على عناوين الأخبار.
وتشكل نتائج العملية في بونتلاند فصلاً آخر مهماً في السياق الأوسع للاستراتيجية العسكرية الأميركية في أفريقيا حيث يظل مزيج من الضربات الجوية وعمليات القوات الخاصة والشراكات مع الحكومات المحلية يشكل عنصراً أساسياً في النهج الأميركي في المنطقة.