آسياأخبار العالم

الوكالة الذرية تحذر من خطوات إيرانية “مقلقة” وتدعو إلى تعاون فوري لإثبات سلمية البرنامج النووي

حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من عرقلة خطيرة في قدرتها على التحقق من سلمية البرنامج النووي الإيراني، في ظل ما وصفه المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، بـ”غياب التعاون الفعلي” من طهران، ومضيها في جمع وتحليل وثائق سرية خاصة بمهام المفتشين الدوليين، ما اعتبره “خطوة سيئة” تتنافى مع روح الشفافية.

جاء ذلك في خطاب غروسي خلال افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، حيث شدد على ضرورة التحرك العاجل من الجانب الإيراني لمعالجة القضايا العالقة، لا سيما ما يتعلق باتفاق الضمانات النووية. وأكد أن استقرار الملف الإيراني ستكون له آثار مباشرة على أمن الشرق الأوسط واندماجه في مسار السلام والازدهار.

وأشار غروسي إلى أن تقرير الوكالة الأخير تضمن تقييماً شاملاً لتصرفات إيران، مستنداً إلى نتائج تحقيقات في مواقع سرية بثلاث مناطق إيرانية (ورامين، مريوان، وتورقوز آباد) عُثر فيها على آثار يورانيوم من صنع بشري، وهو ما دفع إلى سلسلة من الطلبات المتكررة للحصول على تفسير من الجانب الإيراني، دون تلقي ردود ذات مصداقية علمية، على حد وصفه.

كما أبدى غروسي قلقه إزاء استمرار إيران في تخزين ما يتجاوز 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، محذراً من تداعياته المحتملة على ملف الانتشار النووي. واعتبر أن تعليق إيران تنفيذ البروتوكول الإضافي ووقف العمل بالبند 3.1 من اتفاق الضمانات يمثّل انتهاكاً قانونياً يقوّض من قدرة الوكالة على تنفيذ مهامها الرقابية.

وفي تطور لافت، كشفت الوكالة في تقرير سري أرسلته إلى الدول الأعضاء في 31 مايو، أنها تملك أدلة على قيام إيران بجمع وتحليل وثائق بالغة السرية تتعلق بأنشطة المفتشين، وهو ما يهدد مستقبل عمليات التحقق الميداني. وردّت إيران على التقرير بالقول إنه “محض افتراء”، نافية تقديم أي دليل مادي يثبت صحة الادعاءات.

وسُئل غروسي عن احتمال أن تكون الوثائق قد وصلت إلى إيران من خلال تسريب إسرائيلي، لكنه نفى هذا السيناريو قائلاً إن الوكالة تسلّمت الوثائق من “دول أعضاء” ضمن تقييمها الفني المستقل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قد أعلن في 2022 أن طهران استخدمت تلك الوثائق لتضليل المفتشين وطمس أدلة مهمة في منشأة أراك للماء الثقيل.

وتأتي هذه التحركات الغربية في سياق توجّه أمريكي أوروبي لطرح مشروع قرار يُدين طهران رسمياً على مستوى مجلس المحافظين، لأول مرة منذ نحو 20 عاماً، ما يعكس حجم القلق المتنامي من مسار البرنامج النووي الإيراني وسط الجمود السياسي في ملف المفاوضات مع واشنطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق