أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسطبحوث ودراسات

المخطط الإسرائيلي الأمريكي أمام الموقف المصري العربي

أبو الغيط : لا يمكن لترامب شراء غزة ولتتنحي حماس إذا لازم الأمر

سمير فرج : المساعدات الأمريكية اوقفها بايدن ٤ سنوات ومصر لم تتأثر

الديك: ترامب يسعي لدخول التاريخ عبر تهديدات فارغة تعكس غروره وتهدف لمكاسب شخصية

اللواء إيهاب يوسف: فرصة تاريخية لتوحيد الدول العربية في مواجهة التحديات المعاصرة

أبو زيد : ملك الأردن أكد على وجود رؤية عربية مشتركة مع مصر

إعلامي فلسطيني: شعب غزة يختار النضال ولا يقبل التهجير

تتجلى قوة الرد المصري أمام تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بوقف المساعدات المقدمة لمصر والأردن، في سياق موقف رسمي مصري دبلوماسي وشعبي بالإضافة الي المواقف العربية الموحدة التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.

وتبرز العديد من السيناريوهات المطروحة الا أن جميعها يؤكد على وجوب الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ورفض كافة محاولات الضغط السياسي للقبول بمخطط التهجير القسري.

 وفي هذا الإطار، تتضافر جهود الدول العربية ومنظماتها، حيث تُعقد قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري، التي تهدف تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الراهنة. وتؤكد هذه التحركات على التزام الدول العربية بدعم حقوق الفلسطينيين وتحصين موقفها أمام التهديدات الخارجية.

وخرج مارك كيمت مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية،  ليعترف أن رفض أو تأجيل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة ترامب فهي إهانة ؛ قائلا ” أن النبرة المتعالية آتيه من السيسي الذي أهان ترامب برفضه زيارة  البيت الأبيض ” وجاء ذلك ردا على الإعلامي  سامي قاسمي مذيع قناة سكاي نيوز عربية عندما سأله لماذا التعالي على مصر وهي دولة مهمة وزاوية الاستقرار في الشرق الأوسط؟

وقد جاء هذا الحوار عندما صرح كيمت أن مصر تحتاج إلى الولايات المتحدة على عكس واشنطن لا تحتاج إلى مصر.

وفي هذا السياق أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القمة العربية الطارئة ستناقش طرحا عربيا يقابل مقترح أمريكا، وتابع قائلا : “لا يمكن لترمب أو أي جهة شراء غزة.

وأوضح أبو الغيط، أن الدول العربية متمسكة بحل الدولتين وترفض أي تنازل عن الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الطرح الأمريكي بشأن غزة يهدف إلى فرض رؤية تستدعي استجابة عربية موحدة، مؤكدًا أن “صفقة القرن” ستظل مرفوضة حتى في حال إعادة طرحها من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك وفقا لتصريحاته لقناة “العربية”.

وقال أبو الغيط: لا تنازل عربي عن الأراضي الفلسطينية، فلتتنحى حماس إذا اقتضت المصلحة الفلسطينية ذلك، وتابع :” نحن في فترة من المواجهة الخطرة جدا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”

وأشار أبو الغيط أن نتنياهو لديه مصلحة في إنهيار إتفاق غزة والدول العربية مجمعة على حل الدولتين؛ لافتا أنه إذا أعاد ترمب طرح صفقة القرن فهي مرفوضة أيضا.

 المساعدات والمعونات

وحول استخدام أمريكا سلاح المساعدات للضغط على مصر والأردن، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن المساعدات العسكرية الأمريكية لم تعد تحمل نفس الأهمية التي كانت عليها في السابق، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أوقف تلك المساعدات قبل أربع سنوات دون أن تتأثر مصر بشكل كبير. وأوضح أن المليار و300 مليون دولار التي تُخصص كمساعدات عسكرية اليوم لا تكفي لشراء أكثر من عشر طائرات من طراز F-16، بينما كانت في الماضي تتيح شراء نحو 100 طائرة.

وأضاف فرج أن المعونة الاقتصادية التي تبلغ 200 مليون دولار لا تمثل قيمة حقيقية، ولا تؤثر على الوضع المصري، مشيراً إلى أن هذه التصريحات ليست سوى “إعلام وفشخرة ” لا تستدعي القلق. وأكد أن مصر قد تنوعت مصادر تسليحها، مما يجعل التهديدات الأمريكية أقل تأثيراً.

 

وعن القمة العربية المقرر عقدها في القاهرة، اعتبر فرج أنها فرصة لتوحيد الصف العربي، وإظهار للعالم أن العرب متفقون على رفض تهجير الفلسطينيين إلى أي دول، خاصة مصر أو الأردن أو السعودية.

وفيما يتعلق بفكرة إنشاء جيش عربي موحد، قال فرج إنه لا يتوقع أن تتحقق هذه الفكرة في الظروف الحالية، رغم وجود اتفاقيات بين الدول العربية تدعم التعاون الدفاعي.

 أكد فرج على ضرورة توحيد الدول العربية، وأن تتعاون فيما بينها لمواجهة التحديات المحدقة، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية وعدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية.

 تصريحات استعلائية

ومن جانبه، أوضح الدكتور حسين الديك المحلل الفلسطيني المتخصص في الشؤون الأمريكية، في تصريحاته للوفد إن التهديدات بوقف المساعدات الأمريكية لا تمثل سوى تصريحات شعبوية جدلية، تعكس نظرة استعلائية من شخص مغرور يسعى لدخول التاريخ، ولكنه سيفشل في ذلك. وأكد أن هذه التهديدات تستهدف الدولة المصرية، التي تُعتبر دولة ذات سيادة وتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، قبل قيام الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف الديك أن هذه التصريحات تهدف لتحقيق مكاسب شخصية ودعم حليف ترامب، بنيامين نتنياهو، وتطبيق سياسة التهجير القسري من قطاع غزة، ولكنه استبعد إمكانية نجاح هذه الخطط، مشيراً إلى وجود آراء معارضة داخل الحزب الجمهوري نفسه.

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي، بأغلبه، يرفض هذه التصريحات، كما أن هناك رفضاً عربياً وإسلامياً ودولياً واسعاً لها. واعتبر أن هذه التصريحات تمثل نوعاً من “الوقاحة السياسية”، كما وصفتها صحيفة نيويورك تايمز، التي اعتبرت تصريحات ترامب الأكثر وقاحة لرئيس أمريكي منذ أكثر من مئة عام.

وأكد الديك إن هذه التصريحات تمثل تجاوزاً لكل الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي، وتعد انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول. وأكد أن هذه المواقف تسيء إلى سمعة الولايات المتحدة والقيم الديمقراطية والأخلاقية في العالم.

ومن جهته قال اللواء إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، إن التحديات التي فرضتها الظروف منذ تولي إدارة ترامب الحكم في الولايات المتحدة، والتهديدات التي يلوح بها تجاه المعارضين لمقترحاته، تعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الشعوب العربية. حيث تعتبر الأرض بالنسبة لهم عرضًا، وليست مجرد وسيلة للبحث عن المال أو المتعة.

وأكد يوسف أن هذه هي الفرصة الأخيرة، والتي يعتبرها منحًا إلهيًا، لتوحيد ما تبقى من الدول العربية. محذرًا من أن ما شهدته العراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن قد يتكرر إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة نحو الوحدة. وشدد على أهمية الأمل في تحقيق هذه الوحدة كسبيل لإنقاذ تلك الدول مما وقعت فيه نتيجة مخططات استعمارية خارجية.

وأشار اللواء إيهاب يوسف إلى أن السعودية أعلنت قدرتها على استثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال فترة حكم ترامب، مما يمثل نقطة انطلاق ينبغي استغلالها. ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية، مستفيدين من الثروات الخليجية والقوة المصرية، للوصول إلى رؤية مشتركة تعزز من موقفها في القمة العربية.

وحث الخبير الأمني على العمل من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في العيش بسلام، حتى في ظل التحديات التي تطرحها الدول المعتدية. مبرزًا أن المحن قد تأتي مع منح، ومن الضروري استغلال هذه اللحظة لصنع فرص للسلام، رغم الجراح التي خلفتها الصراعات، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأكد أن الوحدة لا تعني التحالف ضد أي طرف، بل هي وسيلة لحماية مصالح الأمة العربية.

 زيارة واشنطن

أكّد نضال أبو زيد الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني أن زيارة ملك الأردن إلى واشنطن ولقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاءت في مرحلة حساسة، حيث تزايدت حدة الموقف الأمريكي الذي يتناغم مع الرؤية الإسرائيلية أكثر من العربية. واعتبر أبو زيد أن هذا الانسجام بين الموقف الأمريكي ورؤية اليمين الإسرائيلي وضع الدول العربية في مواجهة مباشرة مع طرح أمريكي إسرائيلي يعتبر راديكاليًا.

وأشار أبو زيد إلى أن الملك استطاع التوازن بين موقف عربي موحد ومصلحة الأردن فيما يتعلق بقضية التهجير، حيث صرح قائلًا: “يهمني مصلحة بلدي”. كما أشار إلى وجود رؤية عربية موحدة سيتم تقديمها كبديل عن مشروع التهجير الذي طرحه ترامب، مما يعكس التوجه العربي نحو تنسيق الجهود.

وأضاف أبو زيد أن الملك جسّد مخرجات مؤتمر القاهرة من خلال الإشارة إلى المشروع العربي المزمع طرحه، والذي يتناغم مع الرؤية الأردنية المصرية حول قضية التهجير. حيث أبرز جلالة الملك أهمية الموقف الرسمي بالقول إنهم بانتظار الطرح المصري بشأن مشروع التهجير، مما يدل على أن هناك تحضيرات أردنية مصرية سعودية قد تكون بديلًا مقبولًا ضمن مشروع إعادة الإعمار في غزة دون تهجير أهلها.

ولفت أبو زيد إلى أن قبول الأردن استضافة 2000 طفل مصاب يأتي في إطار محاولة احتواء الموقف الأمريكي المتصلب بخصوص قرار التهجير. وقد تناول الملك هذا الموضوع من زاوية إنسانية، مشيرًا إلى أن الأردن يمتلك أربع مستشفيات في غزة قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من جرحى الحرب، مما يتيح له التعامل مع مسألة التهجير من منظور إنساني بحت بشكل مؤقت.

فشل استخباراتي

وأضاف أبو زيد في تصريحات خاصة ل”الوفد ” أن ارتفاع حدة الخطاب السياسي الأمريكي يشير إلى راديكالية طرح ترامب البعيد عن الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الخيار الذي أصبح أكثر وضوحاً هو أن نتنياهو، وبغطاء أمريكي يحاول إطالة مدة المرحلة الأولى من الاتفاق حتى لا يكون هناك انتقال للمرحلة الثانية، وهي المرحلة التي تعني وقفاً كاملاً للحرب وليس وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار.

ولفت أبو زيد إلى أن نتنياهو يريد الحصول على أكبر قدر ممكن من الأسرى بأقل قدر ممكن من التنازلات، ما يفسر عدم توفر الرغبة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وما يفسر أيضاً عدم التزام الاحتلال بالملحق الإنساني الخاص بالمرحلة الأولى، الأمر الذي يشير إلى أن هناك جهداً استخباراتياً يجري منذ اليوم الأول للاتفاق، تحاول خلاله أجهزة استخبارات الاحتلال.

وتابع أبو زيد : ” يبدو أن هناك إسناداً استخباراتياً من أجهزة غربية، على رأسها الأمريكية، تحاول صياغة عملية استخباراتية متكاملة من خلال تفريغ ما لدى الأسرى المحررين من معلومات، بالإضافة إلى استطلاع تحركات المقاومة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في محاولة للوصول إلى ديناميكية تعامل المقاومة مع الأسرى وأماكن إخفائهم. ويبدو أن فشل هذا الجهد الاستخباري في الحصول على شيء دفع نتنياهو لمحاولة إطالة المرحلة الأولى.

وأوضح أن هذا الفشل الاستخباري دفع ترامب للتهديد بما أسماه (الجحيم). لذلك فإن الأحداث متسارعة، ويبدو أن هناك دعماً مطلقاً للرؤية الإسرائيلية سيؤدي إلى تأزيم وتفخيخ اتفاق وقف إطلاق النار.

 فلسطين ليست موضوع تجاري

ومن جانبه، أكد الإعلامي علي وهيب أن القمة العربية المرتقبة تمثل فرصة حقيقية لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مشدداً على ضرورة تشكيل جيش عربي يعكس قوة الإرادة المشتركة للدول العربية. وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول غزة، أبدى وهيب تعجبه من هذا الخطاب الذي يبدو كأنه يتعامل مع القضية الفلسطينية كموضوع تجاري، متسائلاً عن الجهة التي يمكنها شراء أو بيع أرض وطنية.

وانتقد وهيب التصريحات التي تصف الوضع في غزة بـ”الجحيم”، حيث اعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يتحمل مسؤولية التدمير، بينما يُعاقَب الشعب الفلسطيني. وأكد أن الشعب الفلسطيني قد اتخذ قرار النضال للدفاع عن أرضه، معبراً عن تقديره للمواقف القوية التي عبرت عنها دول مثل مصر والأردن والسعودية، والتي تصفها بأنها تتحدث بلغة واحدة لدعم حقوق الفلسطينيين، لافتا على أن العالم العربي لن يكون لقمة سائغة أمام الضغوط الخارجية، وأن هناك التزاماً جماعياً بحماية القضايا العربية الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق