المؤرخ الإسرائيلي “إيلان بابيه”: المشروع الصهيوني يحتضر… 6 مؤشرات تحمل نهايته
إعداد قسم البحوث والدراسات والعلاقات الدولية
مراجعة الدكتورة بدرة قعلول
تونس 17-01-2024
المؤرخ اليهودي الاسرائيلي المعروف “إيلان بابيه” فى ندوة عقدت في مدينة حيفا يوم السبت 13 يناير 2024 يقول:
“المشروع الصهيوني يحتضر وعلى حركة التحرر الفلسطينية الاستعداد لمليء الفراغ كي لا تسود فترة فوضى طويلة كما حصل في سورية ودول أخرى في العالم العربي وشمال أفريقيا”.
1- الصراع الداخلي في اسرائيل بين العلمانيين والمتطرفين
2- الدعم العالمي غير المسبوق للقضية الفلسطينية بسبب الحرب على غزة
3- إدراج اسرائيل كدولة فصل عنصري من المنظمات الدولية المحترمة
4- تردي الوضع الاقتصادي في اسرائيل وانتشار الفقر وضعف القدرة الشرائية
5- عجز الجيش عن حماية الشمال والجنوب وتحول اليهود الي لاجئين داخل الدولة
6- رفض الاجيال الجديدة من يهود العالم ما تقوم به اسرائيل.
عنوان المحاضرة”بداية نهاية المشروع الصهيوني” وأهم ما جاء فيها:
تحت عنوان: “بداية نهاية المشروع الصهيوني”، قال المؤرخ بابيه، خلال ندوة عقدت السبت في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني، إن بداية نهاية هذا المشروع هي “مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك”، معرباً عن تفاؤله بـ”أننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني”.
وقال: “يجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة“.
وأشار المؤرخ الإسرائيلي وأستاذ كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة “إكسيتر” البريطانية، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، إلى خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني، حسب اعتقاده:
المؤشر الأول: الصراع الداخلي في اسرائيل بين العلمانيين والمتطرفين
يتمثل في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في اسرائيل”. وقال إن المجتمع العلماني، ومعظمه يهودي أوروبي، يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة، في حين أنه على استعداد لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أما التيار المقابل فيتمثل في “دولة يهودا”، ونشأ في المستوطنات المقامة في الضفة، ويطمح إلى تحويل إسرائيل إلى دولة دينية يهودية عنصرية، لافتاً إلى أن هذين المعسكرين “سيشهدان حروبا في المستقبل، كون”الأسمنت الذي يجمع الاثنين معًا هو التهديد الأمني، ولكن حتى هذا لا يبدو أنه يعمل بعد الآن، وهو يفشل أمام عيوننا”.
المؤشر الثاني: إدراج اسرائيل كدولة فصل عنصري من المنظمات الدولية المحترمة
بحسب بابيه، فهو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا، مشيرا في هذا السياق إلى حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (BDS).
وقال: “هذا أمر هام جدا. إضافة إلى تأطير إسرائيل كدولة فصل عنصري من قبل المنظمات غير الحكومية المحترمة مثل منظمة العفو الدولية “أمنستي”، و”هيومن رايتس ووتش” و”بيتسيلم”. أرى أننا ندخل في فترة جديدة بتحوّل الضغط من المجتمع إلى الحكومات”.
المؤشر الثالث: تردي الوضع الاقتصادي في اسرائيل وانتشار الفقر وضعف القدرة الشرائية
يرتبط المؤشر الثالث بالعامل الاقتصادي، إذ يرى بابيه أنه “يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك… بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر”. وأضاف: “على الرغم من الإنفاق الضخم على الحرب بعد 7 أكتوبر، ورغم دعم الولايات المتحدة، هناك رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل”.
المؤشر الرابع: عجز الجيش عن حماية الشمال والجنوب وتحول اليهود الي لاجئين داخل الدولة
يتجلى المؤشر الرابع، بحسب المؤرخ ذاته، في “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”. وقال في هذا السياق إن “هناك 120 ألف نازح من الشمال لاجئون، كلهم من اليهود في الجليل، ولا يوجد أي لاجئ فلسطيني بينهم بعد 7 أكتوبر فشلت الحكومة في توفير المساعدة لعائلات القتلى والجرحى”.
المؤشر الخامس: رفض الاجيال الجديدة من يهود العالم ما تقوم به اسرائيل.
يتمثل المؤشر الخامس في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينًا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”. وقال: “هذا الافتراض لم يعد يحظى بتأييد العديدين من الجيل الشاب من اليهود. وعدد غير قليل منهم ينشطون بالفعل في حركة التضامن مع الفلسطينيين. هذا الجيل يترك الأصوليين المسيحيين كأساس رئيسي للوبي المؤيد لإسرائيل في المستقبل، وليس قاعدة صلبة للشرعية الدولية”.
المؤشر السادس: الدعم العالمي الغير مسبوق للقضية الفلسطينية بسبب الحرب على غزة
كل شعوب العالم ومن دون إستثناء خرجوا محتجين على دولة إسرائيل واعتبروها دولة إحتلال وهمجية وإبادة وإجرام وقتل الأطفال… وانقلبت الموازين وخاصة لدى فئة الشباب في الدول الغربية والشعوب العربية بعد أن إطمئنت على أنه تمّ تهويد الضمير العربي… وإنهار المخطط وكل الشعوب في العالم تؤيد الإستقلال لفلسطين وحقهم في دولتهم مستقلة… كذلك أغلب شعوب العالم تدين الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الأبرياء فأصبحت صورة إسرائيل مشوهة مرتبطة بالدماء وبقتل الأطفال والنساء وقصف المباني…