الكرملين يحذر من عسكرة أوروبا والناتو يتجه لرفع الإنفاق الدفاعي في قمة لاهاي
قسم الأخبار الدولية 24/06/2025
اتهمت موسكو، الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي بانتهاج سياسة “عسكرة مفرطة” قبيل انطلاق قمة الناتو في مدينة لاهاي الهولندية، والتي من المنتظر أن تشهد قرارات حاسمة تتعلق برفع سقف الإنفاق الدفاعي لدول التحالف الغربي، في ظل تصاعد التوترات الدولية وتوسع المواجهات الإقليمية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الناتو يتجه بوضوح نحو عسكرة مفرطة”، محذراً من أن أوروبا ككل تسلك نفس النهج. وأضاف أن هذه السياسات تُفاقم التوتر في القارة، وتضع روسيا أمام تحديات أمنية متزايدة.
وتنعقد القمة على مدى يومين بحضور قادة الدول الأعضاء، وسط تطورات متسارعة في الشرق الأوسط، أبرزها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأكدته لاحقاً العاصمتان المتصارعتان. ومن المتوقع أن يطغى هذا الاتفاق الهش على النقاشات، إلى جانب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، يستعد الحلف لإقرار خطة جديدة تتضمن رفع الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء إلى 5.3% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً، تشمل 3.5% مخصصة مباشرة للإنفاق العسكري، و1.8% موجهة إلى البنية التحتية والتجهيزات ذات الطابع الأمني. وتعد هذه الخطوة جزءاً من استجابة الحلف لضغوط أميركية متواصلة لدعم أمن أوروبا وتوسيع قدرات الردع الجماعي، لا سيما في ظل التوترات مع روسيا.
كما ستشهد القمة اجتماعاً لوزراء خارجية الناتو مع نظيرهم الأوكراني أندريه سيبيها، لبحث المساعدات العسكرية والتعاون الاستراتيجي في مواجهة العملية العسكرية الروسية المستمرة. وأعلن الأمين العام الجديد للناتو، الهولندي مارك روته، أنه يتوقع حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الجلسات الرسمية، في مؤشر على استمرار انخراط الحلف في دعم كييف.
وتأتي هذه القمة في ظل مناخ دولي متقلب، حيث يتداخل النزاع في أوكرانيا مع الانفجار المفاجئ في التوتر بين إيران وإسرائيل، مما يضع الناتو أمام تحديات مضاعفة تتعلق بأمن حدوده الشرقية واستقراره الاستراتيجي على المسرح العالمي.
