الضربات الجوية الإسرائيلية لا تكفي وحدها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي أو تغيير نظامها السياسي

قسم الأخبار الدولية 18/06/2025
حذّر مقال نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية من أن الاعتماد الإسرائيلي المكثف على الضربات الجوية والاستخبارات لن يحقق الأهداف الطموحة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني أو إسقاط النظام الحاكم في طهران، لافتًا إلى أن التجارب العسكرية الحديثة أثبتت أن مثل هذه النتائج لا تتحقق إلا من خلال تدخل بري واسع، وهو ما لم تقدم عليه حتى القوى العظمى مثل الولايات المتحدة في حملاتها السابقة من أفغانستان إلى العراق.
واستعرض المقال، الذي ترجمه موقع “الخنادق”، تجارب تاريخية فشلت فيها القوة الجوية وحدها في إحداث تحولات استراتيجية كبرى، سواء خلال الحرب العالمية الثانية أو الحرب الكورية أو حتى في فيتنام والعراق والبلقان. واعتبر أن إسرائيل، رغم ما حققته من اغتيالات وهجمات دقيقة ضد أهداف إيرانية وحلفائها، تُغالي في تقدير فعالية “القنابل الذكية” والمعلومات الاستخباراتية، وهو ما يجعلها في خطر الوقوع في أوهام تفوّق تقني لا يترجم إلى نتائج استراتيجية.
ثلاث عقبات رئيسية أمام إسرائيل
أوضح المقال أن أمام إسرائيل ثلاث عقبات رئيسية تمنعها من تدمير البرنامج النووي الإيراني:
- التحصينات تحت الأرض: منشآت التخصيب الرئيسية، مثل فوردو ونطنز، مدفونة على أعماق كبيرة تحت الأرض، ولا تملك إسرائيل وحدها القدرة على اختراقها، في ظل غياب القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.
- مفاعل بوشهر: رغم إمكان استخدامه لإنتاج البلوتونيوم، فإن ضربه يشكّل مخاطرة كبيرة قد تؤدي إلى كارثة إشعاعية على غرار تشيرنوبيل، فضلًا عن احتمالية الرد الصاروخي الإيراني على منشأة ديمونا النووية في النقب.
- الغموض الاستراتيجي: حتى بعد القصف، تبقى قدرة إيران على إعادة بناء منشآتها قائمة، ولن تتمكن إسرائيل من التحقق من فاعلية ضرباتها دون عمليات تفتيش ميدانية، وهو أمر مستبعد في ظل رفض طهران.
الثقة الزائدة قد ترتد عكسيًا
ورأى كاتب المقال أن إسرائيل قد تُعزز دون قصد عزيمة إيران على تسريع برنامجها النووي وتحقيق الردع عبر امتلاك القنبلة، خصوصًا إذا افتقرت الضربات الجوية إلى نتائج حاسمة أو إذا فُسرت على أنها عدوان من دون غطاء دولي. كما أن أي هجوم تشارك فيه الولايات المتحدة، حتى مع أسلحتها المتقدمة، لن يؤدي إلى نتيجة نهائية، بل ربما يُدخل واشنطن في دائرة المواجهة المباشرة دون أن يمنع إيران من إعادة بناء قدراتها.
واختُتم التحليل بالتأكيد أن تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة – سواء تدمير البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام – عبر الوسائل الجوية فقط، يظل غير واقعي، ويُظهر فشلًا في استخلاص الدروس من الصراعات الحديثة التي لم تُحسم دون تدخل بري مكلف وطويل الأمد.