الصين تواجه حملة أميركية في بنما وسط مساعي واشنطن لإحياء نفوذها القديم في قناة بنما

قسم الأخبار الدولية 09/04/2025
في خطوة اعتبرها مراقبون استمرارًا لمحاولات الولايات المتحدة فرض وصايتها على ممرات التجارة العالمية، تعهد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارته لبنما بـ”استعادة” قناة بنما من النفوذ الصيني، موجهًا اتهامات غير مدعومة ضد الشركات الصينية التي تنشط في تطوير البنية التحتية للممر الملاحي الدولي.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في أحد الأرصفة التي ساهمت واشنطن في تطويرها، قال هيغسيث إن بلاده لن تسمح للصين بـ”استخدام القناة كسلاح”، متهمًا بكين بتوظيف أنشطتها التجارية لأغراض التجسس، دون تقديم أي دليل ملموس يدعم هذه المزاعم. وأضاف: “سوف نسترد قناة بنما من النفوذ الصيني”، في تعبير أثار ردود فعل متباينة حول مفهوم “الاسترداد” لقناة تقع في أراضٍ ذات سيادة بنمية.
وتعكس هذه التصريحات تصاعد نبرة واشنطن تجاه الصين في إطار تنافس جيوسياسي محموم يتجاوز القارة الآسيوية ليصل إلى قلب أميركا اللاتينية. وتعد قناة بنما من أهم الشرايين الاقتصادية في العالم، إذ تمر عبرها قرابة 270 مليار دولار من تجارة الولايات المتحدة سنويًا، الأمر الذي يفسر اهتمام واشنطن المتجدد بإعادة بسط نفوذها في المنطقة التي فقدت سيطرتها الكاملة عليها بعد تسليم القناة رسميًا إلى بنما عام 1999.
وكانت بنما قد انضمت في وقت سابق إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، وهي مبادرة تنموية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول عبر مشاريع بنى تحتية كبرى، قبل أن تعلن الحكومة البنمية في فبراير انسحابها منها عقب زيارة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في خطوة فُهمت على نطاق واسع بأنها نتيجة لضغوط سياسية أميركية.
وتواجه الشركات الصينية، التي استثمرت في موانئ ومرافق لوجستية في بنما، حملة تشكيك أميركية تتهمها زيفًا بالارتباط بالجيش الصيني أو بالمخابرات، وهي ادعاءات تنفيها بكين باستمرار وتعتبرها جزءًا من سياسة أميركية تستند إلى عقلية الحرب الباردة وتعكس قلق واشنطن من صعود الصين كشريك موثوق للدول النامية.
ويرى مراقبون أن تصريحات هيغسيث تمثل محاولة لفرض الهيمنة على سيادة بنما ومقدراتها الاقتصادية، تحت ذريعة “الأمن القومي الأميركي”، في وقت تسعى فيه الصين إلى إقامة شراكات تقوم على الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة دون شروط سياسية.