الصاروخ الصيني JL-3: سلاح الردع البحري القادر على ضرب العمق الأميركي

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية 10-09-2025
تواصل الصين تعزيز ترسانتها النووية البحرية عبر تطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات JL-3 (Julang-3)، الذي يمثل الجيل الأحدث من الصواريخ المُطلقة من الغواصات.
ويُعد هذا السلاح نقلة نوعية في عقيدة الردع النووي لبكين، كونه يتيح لأول مرة استهداف العمق الأميركي مباشرة من الغواصات الصينية المتمركزة في بحر الصين الجنوبي.
يمتاز JL-3 بمدى يتراوح بين 10,000 و12,000 كلم، ما يجعله قادرًا على تغطية كامل الأراضي الأميركية القارية دون الحاجة إلى خروج الغواصات الصينية إلى المحيط الهادئ المفتوح.
كما يتمتع الصاروخ بقدرة على حمل عدة رؤوس نووية انشطارية (MIRVs) يُعتقد أنها بين 6 و10 رؤوس، مع إمكانيات للمناورة وتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الحديثة.
ومن المتوقع أن يُطلق الصاروخ الجديد من غواصات الجيل القادم Type 094A ، التي صُممت لتكون أكثر هدوءًا من الناحية الصوتية وأكثر قدرة على التخفي مقارنة بالجيل السابق، مما يعزز من قدرة الصين على الاحتفاظ بـ”القدرة الثانية للضربة النووية” (Second Strike Capability)
على المستوى الاستراتيجي، يمنح JL-3 بكين قدرة ردع موثوقة ضد واشنطن، ويكرس بحر الصين الجنوبي بوصفه منطقة استراتيجية محصنة تحتضن إحدى أخطر أدوات الردع النووي في العالم. كما يُثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ، لكونه يضع أنظمتهم الدفاعية الصاروخية أمام تحدٍ متصاعد.
وبحسب الملاحظين والخبراء العسكريين فأن دخول الصاروخ الصيني JL-3 الخدمة سيغيّر قواعد اللعبة في ميزان القوى النووية العالمية وخاصة في مستوى لعبة الردع المباشر.
كما أن قدرة الغواصات الصينية على إطلاق ضربات نووية عابرة للقارات من بحر الصين الجنوبي، دون الحاجة لمغادرة “المياه القريبة”، تعني أن بكين تجاوزت إحدى نقاط ضعفها التاريخية في مجال الردع النووي.
كما أن هذه القدرة ستضع ضغوطًا استراتيجية كبيرة على الولايات المتحدة، وتجبرها على إعادة تقييم منظومة دفاعها الصاروخي في آسيا والمحيط الهادئ، خصوصًا مع تنامي التعاون الدفاعي بين واشنطن وحلفائها في اليابان وأستراليا والهند.
كما أن JL-3 يمنح الصين “مصداقية الردع البحري” التي طالما افتقدتها مقارنة بالولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يرفع من احتمالات سباق تسلح نووي متسارع في المنطقة.