السيسي يدعو إلى بناء شراكات جادة بين الأفارقة والشركاء الدوليين
لندن – المملكة المتحدة- 20-01-2020
ألقى الرئيس المصري،رئيس الدورة الحالية للإتحاد الإفريقي عبد الفتاح السيسي ، اليوم الإثنين، كلمة في افتتاح قمة الإستثمار الإفريقية في لندن، أوضح فيها أن القمة تمثل إضافة جديدة للعمل الدولي في تحقيق طموحات القارة الإفريقية.
وأشار الرئيس السيسي،إلى أن انعقاد القمة يأتي في ظل أوضاع دولية تتسم بالإضطراب وعدم الإستقرار، فضلا عن تزايد وتيرة الصراعات المسلحة وانتشار ظاهرة الإرهاب وتداعياته على القارتين الإفريقية والأوروبية، واستمرار استخدام منطق القوة في العلاقات الدولية مع تصاعد القلق المتصل بتدفقات الهجرة غير الشرعية في المحيط الإقليمي، وبروز تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية متعددة الأبعاد.
وقال السيسي: “برغم ضخامة جميع تلك التحديات وتشابك آثارها على القارة الإفريقية بما يتعارض مع تهيئة المناخ الملائم لتحقيق التنمية بكل أبعادها، وعلى رأسها اجتذاب الإستثمار الأجنبي المباشر، وهو موضوع قمتنا اليوم، إلا أنني أستطيع القول بعد مرور عام حافل من الجهد على طريق تحقيق أولويات القارة المتمثلة في إرساء الإندماج الإقليمي والتكامل الإقتصادي الإفريقي، إن هناك فرصا واعدة ومتنوعة أمام شركاء القارة على مستوى العالم تجعل من إفريقيا أحد أهم المقاصد أمام مؤسسات الأعمال الدولية”.
وأعرب الرئيس السيسي، عن التطلع لبناء شراكات جادة بين الأفارقة والشركاء الدوليين، مبينا أن ذلك يتطلب تقديم حزمة متكاملة من الأطر التعاونية التي تؤسس لعلاقات مستقبلية بناء على مجموعة من العناصر، وهي تقديم ضمانات استثمار حكومية للشركات الدولية، ومنها البريطانية، على نحو يساهم في طمأنة المستثمرين لتشجيعهم على ضخ استثمارات مباشرة في دول القارة الإفريقية.
وأوضح أن من هذه العناصر أيضا العمل على تهيئة السبل لتعزيز المبادلات التجارية على أسس أكثر عدالة مع القارة، استنادا إلى المصالح المشتركة، بما في ذلك فتح الأسواق البريطانية أمام المنتجات الإفريقية سعيا إلى زيادة قيمة التبادل التجاري ومعالجة الخلل الكبير في الميزان التجاري بين الجانبين، وكذلك توفير التمويل الدولي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان الإفريقية لكونها الأكثر مساهمة في توفير فرص العمل وزيادة الصادرات، والإرتقاء بمستوى معدلات الإنتاج الصناعي والخدمي في القارة الإفريقية بما يعزز الترابط مع سلاسل القيمة العالمية.
وأكد السيسي، في ختام كلمته “أن ما يشهده عالمنا من تحديات ينبغي أن تشكل حافزا إضافيا لتعاوننا المشترك لما لتلك التحديات من طبيعة عابرة لحدود الدول والقارات مع حتمية التكاتف والتنسيق الدولي في مواجهتها، وبما يكرس من الإدراك المتبادل لوحدة المصير والمسار بين القارتين الإفريقية والأوروبية..
ونتطلع في هذا السياق إلى أن نخرج من اجتماعنا اليوم بنتائج عملية تلبي آمال وطموحات شعوبنا وتوفر آليات عملية قابلة للتطبيق وتفتح آفاقا جديدة في العلاقات الإفريقية البريطانية”.