آسياأخبار العالمأمريكاأوروبا

السعودية تستضيف محادثات أميركية أوكرانية وسط تحركات دبلوماسية متسارعة لإنهاء الحرب

عقدت المملكة العربية السعودية محادثات رفيعة المستوى بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لإيجاد حل سياسي للحرب الدائرة بين كييف وموسكو. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن زيارته إلى المملكة تهدف إلى لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما يبقى فريقه في الرياض للتنسيق مع الشركاء الأميركيين.

أوكرانيا تسعى إلى “سلام سريع ودائم”

شدد زيلينسكي على أن الخطوات الأولية التي تطرحها بلاده يمكن اعتبارها مقدمة لتسوية أوسع، مؤكداً أن أوكرانيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لتحقيق وقف عاجل للحرب. وأضاف أن بلاده ستواصل العمل بشكل بناء من أجل التوصل إلى حل مستدام للصراع.

مباحثات أميركية أوكرانية في الرياض

أفاد مسؤول أوكراني بأن وفداً برئاسة أندري يرمارك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، ويضم وزير الدفاع رستم عمروف، سيجتمع مع مسؤولين أميركيين يوم الثلاثاء في الرياض. وتهدف المحادثات إلى تعزيز التنسيق مع واشنطن، لا سيما مع تجميد بعض المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بانتظار ضمانات بشأن التزامها بمسار سياسي لإنهاء الحرب.

وأكد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، أن المحادثات قد تمتد إلى جدة، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى إلى وضع إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي. كما أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقى رسالة من زيلينسكي عقب خلاف بينهما في البيت الأبيض، ووصفها بأنها “خطوة إيجابية” تتضمن اعترافاً بجهود الولايات المتحدة ودورها في دعم كييف.

الموقف الأميركي والبريطاني: ضغوط نحو تسوية دبلوماسية

فيما يسعى البيت الأبيض إلى إحراز تقدم في الوساطة، قال المبعوث الأميركي الخاص لروسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ إن إدارة ترامب تعتبر الحرب في أوكرانيا أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن اتفاقات إسطنبول التي طُرحت في بداية الأزمة لم تعد تمثل مساراً فعالاً لإنهاء الصراع.

وعلى صعيد الدعم العسكري، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ستظل مجمدة حتى يتم التأكد من وجود التزام حقيقي بمفاوضات السلام. وأوضح خلال لقائه نظيره البريطاني جون هيلي في واشنطن أن “الرئيس الأميركي هو الوحيد القادر على جلب الروس والأوكرانيين إلى طاولة المفاوضات”.

من جانبه، اعتبر وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن هناك “فرصة تاريخية” لتحقيق السلام، مشيراً إلى أن زيلينسكي مستعد للتوقيع على اتفاق مع واشنطن، لكنه يسعى إلى ضمانات أمنية. أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فدعا إلى التركيز على اتفاق يضمن سيادة أوكرانيا وحرية قرارها، ويضعها في “أقوى موقف تفاوضي ممكن”.

الصين تدعو إلى مفاوضات لإنهاء الحرب

في سياق التحركات الدبلوماسية الدولية، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى بدء محادثات مباشرة لإنهاء الحرب. وأكد خلال مؤتمر صحفي في بكين أن “طاولة المفاوضات ليست فقط نهاية للصراع، بل هي أيضاً نقطة البداية للسلام”، في إشارة إلى ضرورة التوصل إلى حل سلمي متوازن بين جميع الأطراف.

تعكس هذه المحادثات زخماً دبلوماسياً متزايداً لإنهاء الحرب، في ظل إدراك متزايد لدى العواصم الغربية بأن الحل العسكري وحده قد لا يكون كافياً لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين. وبينما تستضيف السعودية هذه المحادثات، يبقى نجاحها مرهوناً بإمكانية تقريب وجهات النظر بين كييف وواشنطن وموسكو، ووضع إطار يضمن مصالح جميع الأطراف دون تصعيد جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق