آسياأخبار العالمأمريكا

الرئيس الإيراني يزور أرمينيا لمناقشة «ممر زنغزور» تحت المراقبة الأميركية

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى يريفان الاثنين في زيارة رسمية تهدف لمناقشة مشروع «ممر زنغزور»، الذي يربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، ويُعد جزءاً من اتفاق سلام رعته واشنطن بين الدولتين السوفيتيتين السابقتين. ويأتي ذلك في ظل مخاوف طهران من أي وجود أميركي محتمل على حدودها الشمالية، بما قد يهدد أمنها القومي واستقرار جنوب القوقاز.

وقال بزشكيان قبل مغادرته طهران إن أي مشاركة للشركات الأميركية في المشروع «مثير للقلق»، مؤكداً أنه سيبحث ذلك مع المسؤولين الأرمينيين. ويشير الاتفاق الذي وقع في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى إنشاء «منطقة عبور» تعرف باسم «طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين»، يمنح بموجبها الأميركيون حقوقاً لتطوير الممر.

وحذر علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، من أن المشروع يشكل «مؤامرة» تهدد الأمن الإقليمي، مؤكداً أنه «لن يتحول إلى ممر يملكه ترمب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته». وأضاف عبر منصة «إكس»: «لن نسمح بالمقايضة على أمننا القومي»، مستشهداً باللقاء الأخير بين بوتين وترمب في ألاسكا.

وتتخوف طهران من أن يقطع المشروع اتصالها بأرمينيا ودول القوقاز الأخرى، أو يتيح نشر قوات أجنبية على حدودها. وشدد مسؤولون إيرانيون على أن «الممر يمثل خطاً أحمر يتعلق بسيادة إيران وأمن حدودها»، داعين إلى تنسيق دبلوماسي ثلاثي مع روسيا وتركيا لمواجهة أي تبعات محتملة.

من جانبها، أكدت يريفان أن أي مشاركة لشركات أو قوات أميركية ستكون وفق القوانين الأرمينية وتخضع للسيادة الأرمينية، في محاولة لتهدئة المخاوف الإيرانية. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المشروع حساس، ويجب متابعته لضمان عدم حدوث تغييرات جيوسياسية تهدد مصالح إيران، مؤكداً استمرار التشاور مع أرمينيا لمتابعة التطورات عن كثب.

زيارة بزشكيان تمثل خطوة دبلوماسية لمحاولة حماية المصالح الإيرانية في المنطقة، مع الحفاظ على وحدة أراضي القوقاز وضمان اتصال إيران بشمال أوروبا، في ظل اتفاق أميركي يثير توترات محتملة مع طهران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق