الدوحة تواصل استضافة مفاوضات “هدنة غزة” وسط ضغوط متبادلة ومطالبات فلسطينية بصياغة دقيقة لبنود الاتفاق

قسم الأخبار الدولية 14/07/2025
واصلت الفصائل الفلسطينية مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة برعاية أميركية ووساطة دولية، رغم ما وصفته مصادر من حركة «حماس» بـ«العراقيل الإسرائيلية المتعمدة» التي تؤخر التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة مدتها شهران.
وأكدت مصادر من «حماس» لصحيفة «الشرق الأوسط» أن «المفاوضات لم تتوقف رغم تعنت الجانب الإسرائيلي»، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد المماطلة عبر «إرجاء النقاش حول بنود أساسية بانتظار تعليمات من المستوى السياسي في تل أبيب»، في محاولة لكسب الوقت والضغط على المفاوضين الفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية الجمود الحاصل.
وتمثّل أبرز العقبات في بند الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث يصر الوفد الفلسطيني على انسحاب تدريجي وفق خرائط الهدنة السابقة الموقعة في يناير، مع جدول زمني واضح ومُلزم، ورفض أي بقاء دائم للقوات الإسرائيلية داخل القطاع. كما يشترط الوفد أن تظل الخرائط المعتمدة آنذاك مؤقتة، على أن تندرج ضمن اتفاق أشمل في المرحلة اللاحقة.
وبالتوازي، تدور خلافات حادة حول آلية إدخال المساعدات الإنسانية. وبينما وافقت إسرائيل على دخول 500 شاحنة يومياً عبر منظمات دولية، تصر «حماس» على تطبيق البروتوكول الإنساني السابق الذي يشمل إدخال مواد بناء ومستلزمات إعادة الإعمار، إلى جانب مستلزمات طبية وتجارية للقطاع الخاص. وتتهم الحركة إسرائيل بمحاولة فرض آلية «غير آمنة»، في إشارة إلى نقاط توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة أميركية بدعم إسرائيلي، ووصفتها بأنها «مصائد موت» للمدنيين.
وتنتظر الفصائل الفلسطينية تحركاً أميركياً أكثر جدية للضغط على حكومة نتنياهو. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أمله في أن تسفر المحادثات الجارية عن اتفاق خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تواصل الضغط من أجل تسوية تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار».
وأجرى وفد «حماس» لقاءً مع وفد من حركة «الجهاد الإسلامي» لمراجعة تطورات العملية التفاوضية، مؤكدين أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف الحرب الكامل، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر، وبدء عملية الإعمار.
من جهته، أبدى رئيس الوفد الإسرائيلي، رون ديرمر، رغبة في التوصل إلى «وقف مؤقت يمكن أن يتحول إلى دائم بشرط إنهاء حكم حماس في غزة»، فيما ترددت أنباء عن استعداد نتنياهو لإبداء مرونة في مسألة الانسحاب من محور موراغ الاستراتيجي، الذي يربط شرق وغرب رفح، ويفصلها عن خان يونس، رغم معارضته ذلك سابقاً.
وتشير تسريبات إسرائيلية إلى أن مفاوضات الدوحة تشهد حالياً مناقشة خرائط انسحاب محدثة، فيما عقد المجلس الوزاري المصغر «الكابنيت» اجتماعاً أمنياً طارئاً مساء الأحد لبحث ملف تبادل الأسرى، وسط خلافات داخلية حول التنازلات الممكنة.