الداخلية السورية تنفي أي تحركات أمنية في السويداء وتؤكد الجاهزية الطبيعية لقواتها وسط تصاعد التوترات

قسم الأخبار الدولية 18/07/2025
نفت وزارة الداخلية السورية بشكل قاطع الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول تحرك قوات الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء في جنوب البلاد، مؤكدة أن الوضع الأمني في المحافظة لم يشهد أي تغييرات ملموسة، وأن قواتها في “حالة جاهزية طبيعية”.
وأشار المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في بيان رسمي إلى أن التقارير الإعلامية التي أفادت بدخول قوى الأمن إلى السويداء هي “أخبار غير دقيقة”، ورفض أي تصريحات رسمية تتعلق بهذا الموضوع. وأكد أن الوزارة تتحمل مسؤولية نشر المعلومات الدقيقة وتحمّل الإعلام المسؤولية في نقل الأخبار المغلوطة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث كانت الرئاسة السورية قد أعلنت في وقت سابق عن قرار سحب القوات العسكرية من السويداء، في خطوة تهدف إلى إتاحة الفرصة لجهود الوساطة الدولية، التي تشمل تدخلات أميركية وعربية تهدف إلى خفض التصعيد وتجنب المواجهات العسكرية المباشرة بين القوات السورية والمجموعات المسلحة في المحافظة. في المقابل، أكدت الرئاسة أن هذه الخطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع بعد سلسلة من الاحتجاجات والمواجهات في المنطقة.
خلفية التوترات في السويداء:
محافظة السويداء تشهد منذ أشهر حالة من الاحتقان السياسي والاقتصادي، حيث تعيش المحافظة التي تقطنها غالبية درزية حالة من التوتر بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، بالإضافة إلى تصاعد الدعوات للمطالبة بالإصلاحات السياسية. هذه التوترات قد أدت إلى اندلاع مظاهرات شعبية تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما قابله النظام السوري بحذر في التعامل مع هذه الاحتجاجات، خصوصًا في ظل وجود قوى مسلحة محلية تعتبر بعضها خارج إطار القانون.
ورغم الجهود الدولية المبذولة لإرساء تهدئة، إلا أن الوضع بقي متأرجحًا، حيث اتهمت السلطات السورية بعض القوى في السويداء بخرق التفاهمات المتعلقة بالتهدئة، مشيرة إلى ارتكاب “جرائم مروعة” من قبل تلك الجماعات، ما يهدد السلم الأهلي ويساهم في تصاعد العنف والفوضى في المنطقة.
التوتر الإقليمي والموقف الإسرائيلي:
على الصعيد الإقليمي، زادت المخاوف من تطورات الأوضاع في الجنوب السوري، خاصة في المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل. حيث طالبت إسرائيل الحكومة السورية بالانسحاب من تلك المناطق، محذرة من أنها لن تسمح بتعزيز الوجود العسكري السوري في هذه المنطقة الحدودية. هذه التحذيرات تأتي في وقت حساس، حيث تُعتبر تلك المناطق ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، التي تراقب عن كثب أي تحركات عسكرية قد تؤثر على أمنها القومي.
وبينما تبقى السويداء تحت الأنظار الدولية، فإن الوضع في المحافظة يتطلب مزيدًا من الجهود للتهدئة، خاصة في ظل الضغوطات الداخلية والإقليمية، التي قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد إذا لم تُحترم تفاهمات الهدنة.