الخرطوم تبحث مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية

قسم الأخبار الدولية 04/11/2025
بدأ مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان دراسة مقترح أميركي جديد يهدف إلى إقرار هدنة شاملة في البلاد بعد أكثر من عامين من الصراع الدامي بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وكشف مصدر حكومي في بورتسودان أن المجلس يعقد اجتماعه لبحث تفاصيل المبادرة التي طرحتها واشنطن ضمن مساعٍ دبلوماسية متجددة لإيقاف الحرب التي شردت الملايين ودمّرت البنية التحتية في مناطق واسعة من السودان.
وتزامنت هذه التحركات مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «وقف فوري لكابوس العنف» خلال كلمته في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة، حيث حثّ طرفي النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي الخاص للسودان. وشدد غوتيريش على أن استمرار القتال سيؤدي إلى «انهيار إنساني غير مسبوق» في ظل عجز المنظمات الدولية عن إيصال المساعدات إلى مناطق النزوح المكتظة بالمدنيين.
ويأتي ذلك بعد إعلان «قوات الدعم السريع» سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، ما منحها نفوذاً على ولايات الإقليم الخمس التي تمثل ثلث مساحة السودان. وأثار هذا التطور مخاوف من تصاعد العنف العرقي وتكرار مشاهد النزوح الجماعي التي شهدها الإقليم في العقدين الماضيين.
ويقدّر مراقبون أن المقترح الأميركي يتضمن ترتيبات لوقف النار بإشراف إقليمي ودولي يضمن انسحاب القوات من المدن وفتح ممرات إنسانية، مع تمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية المتوقفة. لكن نجاح المبادرة، وفق المراقبين، يبقى رهناً بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات بعد سلسلة من جولات التفاوض الفاشلة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.



