الحكومة السودانية: لقاء البرهان بنتياهو خرق للوثيقة الدستورية
الخرطوم – السودان – 07-02-2020
من الواضح أن لقاء رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان برئيس وزراء كيان الإحتلال الصهيوني في أوغندا والذي حرص على السرية في ترتيبها والقيام بها قد بدأت تثيرالشارع السوداني وكذلك الحكومة.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة (الصيحة) السودانية إن “البرهان لم يصطحب أي مسؤول من المجلس السيادي أو غيره بخلاف ما أثير، ومن رافقوه خلال اللقاء المغلق هم طاقم الحراسة فقط”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية السودانية اعترضت على الطريقة التي تم بها اللقاء، باعتبار أن العلاقات الأجنبية من صميم العمل الدبلوماسي.
ويبدو أن البرهان وضع نفسه في زاوية ضيقة برغم كل التبريرات الي حاول هو ومن معه تسويقها في محاولة لتفادي الأسوأ،حيث تفجر الصراع بينه وبين الحكومة.
وفي هذا المقام، قاد أعضاء من مجلس السيادة الإنتقالي، مدنيين وعسكريين، مبادرة لرأب الصدع بين البرهان، ومجلس الوزراء.
وكان مجلس الوزراء، قد اعترض على اللقاء الذي جمع البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ،في دولة يوغندا، وإعتبر أن اللقاء يمثل خرقا للوثيقة الدستورية.
وتكون وفد مجلس السيادة من الفريق أول محمد حمدان دقلو، وصديق تاور وعائشة موسى. وعقد الوفد إجتماعاَ مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وفقاً لإعلام مجلس الوزراء، قبل أن ينتقل إلى القصر الجمهوري.
من جهته،دعا رئيس حزب القومي،الصادق المهدي، رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبدالفتاح البرهان إلى الإعتذار عن لقائه رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدا رفض حزبه القاطع للتطبيع مع إسرائيل والكيان الصهيوني.
وأوضح المهدي،في مؤتمر صحفي بدار حزبه بأم درمان أمس الخميس،أن الجيش لا يحق له أن يقرر في مثل تلك القضايا لجهة أن الناس لديهم رأي خلافي، وأشار إلى أن الشعب السوداني سيرفض هذا المبدأ بشكل كبير جدا في حال تم إجراء إستفتاء حوله.
ولفت رئيس حزب الأمة القومي إلى أن التعامل مع إسرائيل قائم على رد الحقوق لأصحابها وإلا لا، وأشار إلى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لن ينقذ البلاد من مشاكلها ، وقال إن إسرائيل مشاكلها الداخلية لا أول لها ولا آخر. من جهته،وصف الأمين السياسي للحزب الناصري، ساطع الحاج، التطبيع مع إسرائيل بأنّه “خطٌ أحمر” ومرفوض تماماً، واعتبر أنّ إسرائيل تعمل على تمزيق المنطقة العربية والإفريقية.
وأكد ساطع في مؤتمر صحفي أمس، أنّ التطبيع مع إسرائيل يعني نهب ثرواتنا، واعتبر أن بنيامين نتنياهو أعلن عن الزيارة لدق إسفين في علاقات السودانيين وإحداث ربكة في المشهد.
وقال ساطع إنّ المجلس السيادي ليست مهمته رسم السياسات الخارجية وإنما مجلس الوزراء، وأوضح أنهم جُزءٌ من الحرية والتغيير.
بدوره، أكد رئيس حزب البعث العربي الإشتراكي، التيجاني مصطفى، أنّ كل مواقف إسرائيل تتطابق مع الموقف الأمريكي الذي يهدف إلى تحويل البلاد إلى دويلات، واتّهم أمريكا بالسعي إلى تقسيم السودان ليصبح دولة فاشلة، وأن إسرائيل جُزءٌ من هذا المخطط.
واعتبر مصطفى أنّ البرهان لم يحترم إرادة الشعب السوداني الرافض للتقارُب مع إسرائيل، مؤكدا أن مشاكل السودان لن تُعالج بالتصالُح مع إسرائيل وأمريكا.
بدوره، اعتبر رئيس حزب البعث الأصل، يحيى الحسين، أنّ زيارة البرهان تدل على عدم المُبالاة بالحكومة وقِوى الحرية التغيير، وقال”إن هذا يُعبِّر عن الروح الإنقلابية”، وناشد جميع القوى السياسية بلعب الدور المُناهض للزيارة.