آسياأخبار العالمأنشطة المركزبحوث ودراسات

الحضارة العالمية: “التعلم المتبادل بين الحضارات من أجل بناء عالم شامل متوازن وعادل”.

تعزيز التبادل الإنساني والثقافي في إطار مبادرة الحضارة العالمية

لقد بنيت الحضارات منذ أآلف السنين لتق دم لإلنسانية إسهامات رائدة لما وصلت إليه البشرية اليوم، ومن أجل تطوير الحضارة اإلنسانية.و أنه من األهمية التاريخية والمعاصرة العميقة اآلن أن تعمل دول العالم المعاصر معا لتدعيم التبادالت والتعلم المتبادل وتعزيز تطور جميع الحضارات، وخاصة التركيز على حق الشعوب في التبادل العلمي والتعلم المشترك وال يجب أن يكون التعلم يخص بلد أو مجموعة معينة فذلك ستكون له عواقب سلبية على مستقبل اإلنسانية بل ونحن نعيش اليوم حالة الآلتوازن ألن هناك قوى تبني “تفوقها” على ضعف األخر واضعاف الشعوب وتجهيلها وتفقيرها وزرع الفتن فيها وعلى “العنصرية ” حتى تضمن بقائها مهيمنة. كما يعكس االهتمام بحوار الحضارات والتعلم المشترك وخاصة تعزيز الحوار بين الثقافات والتعلم المتبادل عامل محفز للسالم والتنمية العالميين وخاصة العمل على الحوكمة العالمية والعدالة االنسانية، وهي رؤية تدفع السياسي والمفكر والنخبة على العمل على هذا المبدأ في جميع أنحاء العالم. و اقتداءا بمبادرة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” الذي نادي بمبادرة “حوار الحضارات” وأن كل الحضارات مهمة ومفيدة لإلنسانية بالرغم من إختالفها، بل بالعكس اإلختالف في الحضارات هو ثراء للبشرية وحافز لتقدم االنسان.

ويتجسد التطلع في مبادرة الحضارة العالمية والتبادل الثقافي وحوار الحضارات الى طرح مبدأ التسامح والتعايش والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات، هذه المبادرة يمكنها أن تلعب دورا ال غن ا عنه في دفع عملية التقدم اإلنساني ، عندما يكون مستقبل جميع الدول مرتبطا ببعضه البعض ارتباطا وثيقا ومنها تنشر العدالة اإلنسانية واإل ح ترام المتبادل بين شعوب العالم وحق الشعوب في تقرير مصيرها وبالتالي التكافؤ في الفرص. فإختالف الحضارات وتنوعها تكرس رؤية بناء عالم ال تتصادم فيه الحضارات بل تتحاور وتتقاسم الخبرات والتجارب، ولهذا أصبح اليوم وفي ظل الصراعات واألزمات الكبيرة والمتسارعة وإنتهاك حرمة الدول والشعوب ، حتمية المضي نحو تكريس التعلم المتكافئ في العالم وبين شعوب أكثر أهمية من أي وقت مضى.

حيث تمثل إحياء للروابط القديمة الحضارية واإلنسانية، وفي الوقت ذاته خطوة جريئة لترميم نسيج عالمي متهالك تهدده الحروب التكنولوجية والنواوية التي يمكن أن تهدد كذلك مستقبلكوكب األرض بما فيه اإلنسان والحيوان وكل الكائنات الحية.

ألوان الحضارات المختلفة يمكنها أن تتكامل

منذ الثمانيات القرن الماضي بدأ الغرب في تحريف مفهوم التكامل والتعاون الحضاريوالتعاون اإلنساني والتكامل بين الشعوب العالم، وكان بعض الباحثين والساسة في الغربيروجون لنظرية صدام الحضارات وروجوا لهذه المفاهيم بشكل كبير ، فلقد طرح الموضوع ألول مرة عالم السياسة األمريكي صامويل هنتنغتون في عام 1993، ونشر كتاب س ماه”صراع الحضارات” وقد ص ور ان بعض الحضارات متفوقة على غيرها، و سعى إلى تقسيم الدول وفقا لخطوط إيديولوجية وعنصرية، والغريب أنه قد تمت عملية نشر كبيرةو ” بروبغونا” كبيرة جدا لكتابه المسموم.وتاله بعد ذلك مباشرة كتاب “فوكو ياما” وس وق لنهاية التاريخ ومن لم يركب قطار تكساس فقد تخلف عن التاريخ وبقي خارج التاريخ، الذي ادعى ان التاريخ اإلنساني قد انتهى مع”الحضارة االمريكية” وان األخيرة قد ختمت الفعل الحضاري اإلنساني

ولكن الواقع يقول غير ذلك فالواليات المتحدة االمريكية بمفهومها الحالي ليست لها حضارةبعد ان ارتكبت أكبر إبادة جماعية للسكان األصليين ألمريكا وهم الهنود الحمر.وعلى خلفية عودة هذه المشاعر إلى الواجهة، يشهد العالم تحوالت لم يسبق لها مثيل ونادراما تُشهد في قرن من الزمان. ومن جانبها، تطالب دول الجنوب العالمي، التي تشهد صعوداجماعيا، بحقها المشروع في التحديث بصوت أعلى، فيما تتفاقم أوجه العجز العالمية في مجاالت السالم واألمن والتنمية والحوكمة بشكل متزايد. بل اصبحت دول الغرب تنشر مبادئ معادية لإلنسانية وتروج للعنصرية وتختلق حروبا من أجل قتل الحضارة االنسانية والترويج لسياسة الغاب واإلبتعاد عن القانون اإلنساني والدولي وهيمنة العنصر الغربي المتوحش الذي يهدد بالحرب والقتل واإلبادة وإزدواجية المعايير كأن

نقول على المحتل ومجرم الحرب له الحق في “الدفاع عن نفسه” في إزدواجية والكيل بمكيالين… لهذا تستفيق اإلنسانية وتكتشف الكذب المفضوح وبدأ العمل من أجل إنقاذ اإلنسانية من مجرمي الحضارات ومجرمي الحرب. ويرى الرئيس الصيني “شي جين بينغ” أنه ال توجد حضارة في العالم متفوقة على غيرها وهذا فعال كالم عميق للرئيس الصيني الذي ألتمس الخطر الكبير على مستقبل اإلنسانية، فبالنسبة لفخامة الرئيس “شي” جميع الحضارات متساوية وفريدة ولكل حضارة خصوصيتها

وقد أضافت لإلنسانية وللتقدم اإلنساني الكثير، والذي وصلت اليه اإلنسانية اليوم من تقدم وتطور هو راجع باألساس الى الحضارات القديمة التي ساهمت وبشكل كبير في تطور البشرية. وقد قال الرئيس “شي” في كلمة ألقاها في مقر اليونسكو بباريس عام 2014 إن “الحضارات جاءت بألوان مختلفة، ومثل هذا التنوع يجعل التبادالت والتعلم المتبادل بين الحضارات يحمالن أهمية وقيمة.”

بعد أشهر من طرحه مبادرة الحضارة العالمية في عام 2023، أوضح رئيس جمهورية الصين الشعبية “شي ” خالل حدث أُقيم في سان فرانسيسكو أن المبادرة تهدف إلى “حث المجتمع الدولي على معالجة عدم التوازن بين التقدم المادي والثقافي، والعمل بشكل مشترك على تعزيز التقدم المستمر للحضارة اإلنسانية.”

فالمبادرات العالمية التي طرحتها الصين، وخاصة مبادرة الحضارة العالمية، تدعو إلى نظام متكافئ وشامل سعيا لتحقيق حوكمة عالمية عادلة ومتسقة بعيدة عن اإلنفراد بمصير العالم وإحتكار التقدم والتطور بيد دولة أو مجموعة دول. فمبادرة الحضارة العالمية وجهت رسالة واضحة من الصين ومن دول الجنوب مفادها أن جميع األمم لها الحق في اختيار مساراتها التنموية الخاصة في سعيها إلى التحديث، وهو ما ال يعني بالضرورة التغريب وفرض النموذج الغربي اإلستعماري المهيمن والذي ينهب الثروات والقدرات البشرية. فمصير اإلنسانية اليوم أصبح مهددا بنموذج اإلمبريالية المتوحشة والتي أصبحت تبث سمومها وتقلب كل المعايير اإلنسانية بوقاحة غير مسبوقة من أجل مصالحها اإلستعمارية، بل وصلت الى أن كل مختلف عنها هو “الشر” ويسمون أنفسهم بقوى “الخير” وهذا التقسيم مضحك ومبكي في نفس الوقت ومخل لكل المعايير اإلنسانية. في سبتمبر 2024، خالل حفل افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-األفريقي، طرح الرئيس “شي” العديد من اإل جراءات للشراكة من أجل التحديث، أولها “خطة عمل الشراكة من أجلالتعلم المتبادل بين الحضارات.”

كما أ ن الصين اليوم تعمل على تعزيز التبادالت الشعبية والثقافية مع العالم العربي ، وتدعم االحترام المتبادل والشمول والتعايش بين مختلف الحضارات كما تساهم في عملية التحديث من خالل التعاون المشترك وتدفع إلى تحقيق المزيد من النتائج المثمرة في إطار مبادرة الحضارة العالمية.وهذا ما جعل الدول العربية تسعى الى تنفيذ شركات كبرى وإنفتاح كبير مع جمهورية الصين الشعبية بل وأكثر من ذلك فأغلبية الشعوب العربية اليوم تقود موجة من تحرر ذهني وفكري

وتصل في بعض الشعوب والدول الى االستقالل الفعلي من هيمنة القوى الغربية العنصرية والتي تع مدت “تجهيلها وتفقيرها وبث الفتن ة في ما بينها” بل وهذه القوى الغربية وعلى راسهم الواليات المتحدة األمريكية ال تسمح لشعوبنا العربية في امتالك التكنولوجيا وال التقدم وال مشاركتها في التعلم والتحديث وذلك من أجل السيطرة والهيمنة عليها ونهب مواردها الطبيعية والبشرية وجعلت منها دول “فاسدة” وفقيرة ومتخلفة وفاشلة واألخطر من ذلك فالمخابرات

الغربية قد صنعت اإلرهاب وراعته من اجل بث الفوضى وتدمير الدول في الشرق األوسط. و بالت الي أصبح العالم اليوم يعيش عنصرية كبيرة وفجوة علمية وتعلمية بل وأصبح النظام العالمي المصمم لخدمة مصالح القوى الغربية ال يلبي االحتياجات والتطلعات المتطورة لدول الجنوب العالمي، فإن دعوة الصين الى عالم يسوده التوازن والتحديث العادل و التغيير تعد استجابة طبيعية لإلنسانية.، ومبادرة حو ار الحضارات هي أساس البناء للتعاون والشركات المثمرة بين الصين والعالم العربي.

والمهم في هذه المبادرة اإلنسانية الجيدة أن تكسر صنم التبعية الذهنية وتتحرر العقول من استبطان الهزيمة والضعف، وبتالي نتمكن من تهيئة بيئة مواتية لتحديث أي أمة وتنميتها وتصبح مبادرة الحضارة العالمية عامال تمكينيا قويا يضفي توازنا على العالم ويبعد عنه شر الحروب والقتل واإلستغالل ويقضي على العنص رية المقيتة.

والعالم لن يتقدم ولن تعيش اإلنسانية االّبالتكامل الحضاري والتعلّم المتبادل والحوار والسالم والعدالة الحقيقية.

شكل النهج الصيني أنموذجا يحتذي به في بناء حجر أساس جديد وهو “حوار الحضارات والتعلم المتبادل و الحوكمة العالمية” ومن منطلق ذلك يمكن القول إن التعاون بين الصين والدول العربية لم يعد مقتصرا على االقتصاد بل بدأ في التوسع أكثر فأكثر وبخطى ثابتة ليشمل التبادل الثقافي والسياحي والتعليمي ومع تعمق التفاهم المتبادل خالل الخطة الخامسة عشر سيتجدد الحوار بين هاتي ن الحضارتين العريقت ين مما يمنح التعاون الصيني العربي بعدا إنسانيا حضاريا أعمق وقوة دافعة مستدامة لبناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد. كما تشكل الخطط الخمسية في الصين مسارا منهجيا يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل من طريق الحرير القديم إلى “الحزام والطريق” ، وشاهدا على مسيرتها من الفقر والضعف إلى االزدهار والقوة. كما تقدم التجربة الصينية وإنجازاتها، إلى جانب ما تظهره من صدق النية واتساع آفاق التعاون في الخطة الخامسة عشر شريكا ال غن ا عنه في مسار التحوالت العربية نحو استشراف مستقبلي واعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق