زهور المشرقي-تونس
أعلن الجيش الوطنى الليبي، اليوم الجمعة 13سبتمبر 2019، تدمير حشود عسكرية لميليشيات طرابلس فى منطقة بونجيم الواقعة جنوب غربي مدينة سرت،مشيرا إلى أن الحشود تتألف من 15 آلية مسلحة. وطمّأن الجيش الليبي الأهالي، لافتا إلى أن سلاح الجو يسيطر بالكامل على منطقة العمليات وأن أي تجمع أو تحرك مشبوه يعتبر هدفا لسلاح الجو ، وكان الجيش الليبي قد أعلن في وقت سابق تدمير ثلاث طائرات مسيرة تركية وتدمير ثكنات الطائرات التركية في الكلية الجوية بمدينة مصراتة.
وغير بعيد عن نفس السياق، أعلنت مصادر عسكرية السيطرة على مناطق واسعة من محور خلة الفرجان في ضواحي طرابلس ليل الخميس- الجمعة.
ويذكر أن الجيش قد سيطر على كل من مقر شركة شمال إفريقيا ومنطقة شيل السويحلي التي كانت تتخذها المليشيات مخبأ للسلاح.
وجاءت السيطرة بعد معارك عنيفة بين وحدات الجيش وقوات الوفاق الإرهابية ، تزامنت مع ضربات نفّذها سلاح الجو التابع للجيش على مواقع المجموعات التابعة للفواق في نفس الجهة. وفي إطار الحرب التي يخوضها الجيش منذ الرابع من أبريل الفارط لتطهير البلاد من المليشيات وإنهاء حالة الإحتقان وسطوة المليشيات على مقدرات الشعب الليبي ، قامت وحدات من الجيش، الثلاثاء 10سبتمبر2019، بالسيطرة على منطقة غوط الريح بعد اشتباكات وعمليات كر وفر بين الجيش وقوات الوفاق التي حاولت صدّ الهجوم إلا أنها لم تنجح في ذلك وتكبدت خسائر بالجملة.
هذه الإشتباكات جاءت بعد أيام من لقاء المشير خليفة حفتر بوفد من من حكماء وأعيان ومشائخ قبائل الرجبان والعُربان حيث جددوا دعمهم للقيادة العامة وعلى أهمية دور الجيش الوطني في تطهير كامل ليبيا من التطرف والإرهاب والتشكيلات التي تشكل خطرا على أمن الوطن والمواطن.
ويذكر أيضا أن حفتر كان قد استقبل الخميس الماضي ، وفداً من حكماء وأعيان ومشائخ قبيلة أولاد سليمان، الذين أكدوا دعمهم للجيش لتطهير البلاد من دنس التطرف والإرهاب وعبث حاملي الفكر الظلامي وعصابات سرقة المال العام،لإعادة الأمن والأمان.
من ناحية أخرى، تواترت الأخبار عن تحرك تشكيلات مسلحة تتبع الوفاق نحو مدينة سرت، وذكرت إحدى منصات التواصل الإجتماعي المحسوبة على الجيش الوطني أن سيارات مسلحة تابعة لتشكيلات مدينة مصراتة وهي كتيبة حطين/ السرية 88 وقوامها 100 آلية قد دخلت نطاق الحدود الإدارية لمدينة سرت .
ورجّح ذات المصدر أن الوجهة هي إحدى المنطقتين الحيويتين ، الجفرة أو الموانىء النفطية .
ويشار إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن أكثر من مناورة تقوم بها قوات الوفاق لتشتيت المجهود الرئيسي لقوات الجيش الوطني للإلتفاف على ترهونة وفي نفس السياق محاولة الإقتراب من الجفرة والهلال النفطي لقطع طرق إمدادت الجيش الوطني الذي يواصل معركته لدخول العاصمة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تواصل الدعم العسكري التركي للإخوان المسلمين المسيطرين حاليا بالقوة على العاصمة، وهو الأمر الذي قد يطيل أمد الحرب الدائرة في المنطقة الغربية من البلاد.
وتتعرض ليبيا لتدخل تركي سافر تجاوز الدعم لتصبح تركيا طرفا مباشرا في الصراع من خلال وجود ضباط أتراك يقودون معارك المليشيات ضد الجيش الليبي ،وفق ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الجيش أحمد المسماري الذي اعتبر هذا التدخل عدوانا وتعديا على السيادة الليبية .
وأرسلت تركيا خمسة ملايين رصاصة إلى ليبيا، بمعدل رصاصة لكل ليبي منذ بداية الصراع، كما أرسلت أربع سفن محملة بأسلحة متنوعة ، منها عربات مدرعة ومسدسات كاتمة الصوت تستخدم في عمليات الإغتيال.
تركيا التي أرسلت ضباطاً وجنوداً ومدرعات عسكرية وعتاداً حربياً، وطائرات من دون طيار، جاهر رئيسها رجب طيب أردوغان نفسه في إحدى المقابلات التلفزية بأنه من أرسلها إلى طرابلس لدعم أنصاره من جماعة الإخوان، بالإضافة إلى الدعم الإلكتروني واللوجيستي عبر طائرات الإنذار المبكر التركية التي تحلق بالقرب من الأجواء الليبية
. ليبيا لم تتدخل في شؤون تركيا، ولم تدعم أكرادها أو الأرمن، إلا أنها لا تزال تقف في الضفة الخطأ بوقوفها ضد إرادة الليبي في التخلص من كابوس الميليشيات وإرهابها،حيث تدفع بالمزيد من الأسلحة والخبراء العسكريين لمحاولة إنقاذ آخر المعاقل في المنطقة من جماعات الإخوان،كما تأوي أنقرة جميع المحرضين على العنف في ليبيا من كبيرهم المفتي المعزول الصادق الغرياني، إلى قيادات الجماعة الليبية المقاتلة من عبد الحكيم بلحاج، إلى سامي الساعدي،وعبد الوهاب القايد شقيق أبو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” الذي قتلته القوات الأميركية.
وكان أردوغان قد تحدث عما زعم أنها مؤامرة ضد ليبيا، وتعهد بإفشالها بالتعاون مع حكومة فائز السراج، لافتا إلى أنه “لن يسمح بإعادة ما وقع في سوريا “وكأنه وصي على الشعب الليبي .