الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم ويخوض معارك ضارية في الجنينة والفاشر
قسم الأخبار الدولية 01/10/2024
صعّد الجيش السوداني من عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن دارفور، حيث شن ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للدعم السريع، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة في مدينتي الجنينة والفاشر غرب البلاد. يأتي هذا التطور في إطار الصراع المتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع المواجهات في أبريل الماضي.
تفاصيل القصف والاشتباكات
نفذ الجيش السوداني، صباح اليوم، سلسلة غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة ومقرات قيادة لقوات الدعم السريع في الخرطوم، وخاصة في مناطق جنوب وشرق العاصمة. مصادر محلية أكدت أن القصف كان دقيقًا واستهدف نقاط تجمع لعناصر الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية وإلحاق خسائر في صفوف القوات.
في دارفور، اندلعت معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع في مدينة الجنينة، التي تشهد منذ أشهر حالة من الفوضى الأمنية. كما شهدت مدينة الفاشر مواجهات مسلحة، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي والاشتباكات المباشرة في الشوارع. هذه المعارك أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
وتعود جذور الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوترات المستمرة حول السلطة والنفوذ العسكري في البلاد. تفاقمت هذه التوترات بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019، حيث تصاعدت الخلافات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) حول السيطرة على مفاصل الدولة.
في أبريل 2023، انفجر الصراع المسلح بشكل كامل بعد محاولات للسيطرة على المواقع العسكرية الرئيسية في الخرطوم ودارفور. أسفر هذا النزاع عن مقتل وإصابة الآلاف، ونزوح الملايين من السكان، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانهيار البنية التحتية في العديد من المدن السودانية.
الأوضاع الإنسانية
تشهد مناطق النزاع، خاصة في دارفور، أوضاعًا إنسانية كارثية نتيجة استمرار المعارك وغياب الأمن. الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية عبّرت مرارًا عن قلقها من تصاعد العنف، وأشارت إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، خاصة في مناطق الجنينة والفاشر. مع اشتداد المعارك، تزايدت موجات النزوح الداخلي، في وقت يصعب فيه وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وكانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قد دعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، مشددين على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات. على الصعيد الإقليمي، تسعى عدة دول مجاورة، بما فيها مصر وتشاد، إلى احتواء الصراع خشية امتداده إلى أراضيها، فيما تبذل الجهود الدبلوماسية الدولية محاولات مضنية لإنهاء النزاع.