الجيش الإسرائيلي ينسحب من بلدات ريف درعا بعد توغل محدود وتصاعد التوتر على الحدود السورية
قسم الأخبار الدولية 26/012/2024
انسحبت القوات الإسرائيلية من عدد من البلدات الواقعة في ريف درعا الجنوبي بعد توغل محدود استمر لساعات، تزامنًا مع تصاعد التوتر الأمني على الحدود السورية-الإسرائيلية. وأكدت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية نفّذت عمليات تفتيش محدودة قبل انسحابها، وسط تحليق مكثف للطائرات العسكرية الإسرائيلية في الأجواء.
ودخلت وحدات من الجيش الإسرائيلي عدة مناطق حدودية في ريف درعا، حيث نفذت عمليات تفتيش واستطلاع ميداني، تزامنًا مع تحركات لآليات مدرعة. ولم تتضح حتى الآن الأسباب المباشرة وراء هذا التوغل، لكن مراقبين ربطوا التحركات بتقارير إسرائيلية تتحدث عن وجود نشاط عسكري محتمل لفصائل موالية لإيران في المنطقة.
يأتي هذا التوغل بعد سلسلة من التصعيدات المتبادلة بين إسرائيل وقوات متحالفة مع الجيش السوري في جنوب البلاد. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل كثّفت هجماتها الجوية على مواقع تعتبرها مرتبطة بإيران في جنوب سوريا خلال الأشهر الأخيرة، مما زاد من هشاشة الوضع الأمني.
نددت وزارة الخارجية السورية بالتحركات الإسرائيلية واعتبرتها “انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وتهديدًا لاستقرار المنطقة”. كما طالبت الأمم المتحدة بالتدخل لوقف “الانتهاكات المتكررة”.
من جانبها، بررت إسرائيل تحركاتها الأمنية في ريف درعا بأنها إجراءات احترازية تهدف إلى منع أي تهديد أمني قد ينطلق من الأراضي السورية، مشيرة إلى مخاوفها من تزايد الأنشطة العسكرية المعادية على طول الحدود.
وتشهد محافظة درعا حالة من عدم الاستقرار منذ سنوات، حيث تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية ودولية. وعلى الرغم من اتفاقات التهدئة السابقة، فإن المنطقة لا تزال تشهد توترات أمنية متكررة.
من جهتها دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام الاتفاقيات الدولية لضمان عدم انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
وبالتالي يعكس الانسحاب الإسرائيلي من بلدات ريف درعا استمرار حالة الترقب والتوتر الأمني على الحدود الجنوبية لسوريا. وبينما يبقى الوضع هشًا، تتزايد المخاوف من تحول مثل هذه التحركات إلى مواجهة أوسع، في ظل استمرار التصعيد العسكري والتشابك الإقليمي في المنطقة.