أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسطبحوث ودراسات

الجولاني ينفذ الأجندة: قاعدة عسكرية جوية أمريكية في قلب دمشق

القاعدة الجوية العسكرية الامريكية مقابل التصنيف

الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لإنشاء قاعدة جوية عسكرية جنوب العاصمة السورية دمشق، “لمراقبة الاتفاقية الأمنية السورية الإسرائيلية” بحسب تعبيرهم. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة ستسعى لتحقيق أهداف لوجستية واستخباراتية وإنسانية في هذه القاعدة العسكرية وبقلب دمشق.

طبعا وبكل وضوح وبعد قرابة السنة على وضع الجولاني على رأس هرم السلطة في سوريا، بدأ مباشرة بتنفيذ الأجندة المكلف بها، وضمان بقائه حتى نهاية التكليف، فلقد وضع الجولاني في أعلى هرم السلطة السورية من أجل مهام وهو ورقة تلعب بها الصهيوأمريكا في المنطقة، من أجل المصالحهم في قلب الشرق الأوسط.

الجولاني من دون عناء ولا تفكير فهمّه الوحيد تنفيذ أجندة أعرافه ومشغليه، بكل وقاحة وعمالة من دون أن يرف له جفن يأتي اليوم بقاعدة عسكرية جوية صهيوأمريكية في قلب دمشق، طبعا الجولاني الإراهابي المتعلقة بذمته ألاف الرؤوس المقطوعة اصبح اليوم يستقبل في القصور وتفرش له السجاد الأحمر ويرجع الفضل لأعرافه وبالتالي عندما تملى عليه الشروط فما عليه إلاّ التنفيذ انه البيدق الذي سيشعل الحروب في المنطقة ومن الأراضي السورية ستضرب دولا كبرى وستشتعل المنطقة على بكرة أبيها من أجل تنفيذ الخارطة الجديدة للشرق الأوسط وتتغير المعادلات من تنظيم إرهابي الى نظام دولة وقد نجح حكام العالم مع الجولاني ولما لا نرى في المستقبل قيادة إرهابية تعتلي الحكم وتنفذ كل ما يطلب منها.

وبالتالي، في حال انتشار القوات الأمريكية، سينشأ مثلث دمشق – صفد – كريات جات، والذي سيوفر للقيادة المركزية الأمريكية، من خلال اتصاله بقاعدة التنف والشمال السوري والقواعد الأمريكية في الأردن والعراق والوجود العسكري في فلسطين المحتلة عبر العديد من القواعد والمنشآت، فضلاً عن الوجود العسكري في قبرص وتركيا ودول الخليج، القدرة على مراقبة المنطقة والسيطرة عليها بشكل مباشر، ويمكّنها بالتالي من تعزيز قواعدها في الإنقضاض والهجومات المتنوعة على إيران.

وبحسب المصادر والتقارير فإنّ القوات الأمريكية جاهزة منذ مدة للإنتقال الى دمشق ولكنهم ينتظرون آخر لقاء بين الجولاني وترامب في هذه الأيام حتى يتم استكمال بعض النقاط الحاسمة. كما أضافت بعض التقارير المقربة إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا وسيفرض ترامب على الجولاني تواجد عسكري اسرائيلي في القاعدة من دون الاعلان عن ذلك، وبحسب نفس التقارير فقد وافق الجولاني على الشرط فالرجل ليس له الاختيار وما عليه إلاّ الطاعة وتلبية الشروط.

وقد قالت تقارير سوريا مطلعة على المحادثات بأن واشنطن تمارس ضغوطاً على الجولاني وجماعته للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، وان لم تتوصل لإتفاق فلن يسافر الجولاني الى واشنطن وها هو منذ الأمس في واشنطن وهذا يعني أن الجولاني قد وافق على كل الشروط في ما يخص القاعدة العسكرية في قلب دمشق.

وعلى صعيد الإجراءات الميدانية لتركيز القاعدة العسكرية في دمشق، قالت تقارير بأن البنتاغون قد سرّع خلال الشهرين الماضيين إجراءات التقييم للقاعدة التي سيتم استخدامها،  وبحسب المعطيات ستكون قاعدة المزة الجوية التي تمتاز بمدرجها الذي يصل طوله الى 2.8 كم، وقد نفّذ عبرها رحلات استطلاع عدة إلى القاعدة، وتبيّن أن مدرجها الطويل “جاهز للاستخدام الفوري”.

وحتى لا ينقلب السحر على الساحر فمجموعة الجولاني أصبحت تروج الى أن القاعدة الأمريكية هي بالأساس لإستعمالات الخدمات اللوجستية، والمراقبة، والتزود بالوقود، وخاصة “العمليات الإنسانية”، مع احتفاظ سوريا بـ”السيادة الكاملة” على المنشأة وكأنّ سوريا لها سيادة مع الجولاني ومجموعته.

فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع السورية الحالية إن طائرات أميركية من طراز C-130 حطّت في القاعدة للتأكد من صلاحية المدرج، فيما أكد أحد الحراس أن الطائرات الأميركية “تهبط ضمن اختبارات تشغيلية”. وقت نوقشت مسألة القاعدة خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر إلى دمشق في 12 سبتمبر الماضي 2025 ومنذ ذلك التاريخ بدأ التفاهم على المواضيع اللوجستية للقاعدة وليس على القبول من عدمه.

لماذا تريد أمريكا هذه القاعدة في قلب العاصمة دمشق؟

  • قاعدة أمريكية في قلب العاصمة ديمشق هذا ما كانت تريده الصهيونية الأمريكية من أجل تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وخاصة السيطرة على سوريا والمنطقة ككل، فالوجود العسكري الأمريكي في سوريا ستنقله الى مستوى أهم بكثير من الوجود في قاعدة التنف، أو في قواعد شمالي الفرات السوري، لأن الوجود هذه المرة سيكون في قاعدة جوية في العاصمة دمشق، ما يعني “السيادة الأمريكية” عليها والسيادة الأمريكية على سوريا ككل، مهما حاولت سلطات الجولاني التعتيم على ذلك. وعندها ستتحول الأجواء السورية حتماً الى أجواء مستباحة لتنفيذ المخططات والمشاريع الإسرائيلية على مستوى المنطقة كلها انطلاقاً من سوريا كما تفعل أمريكا في الأجواء العراقية
  • هذه القاعدة ستكون الخنجر في خاصرة دول الطوق السوري وهي كذلك ستكتب بداية مرحلة جديدة من التواجد الأمريكي العسكري في سوريا، عبر التحوّل من قوات احتلال كما هي حالها حتى اليوم، كون وجودها في البلاد غير موافق عليه من قبل النظام السوري السابق الى قوات عسكرية متواجدة بشكل شرعي وقانوني قد سمحت به حكومة الجولاني، فهو تواجد يعزز التموقع الأمريكي ويعزز تموقع تنظيم الجولاني الذي أصبح نظاما حاكما على سوريا، وبالتأكيد ستعزّز واشنطن من حماية قواتها بكل ما يلزم من منظومات ومعدات وعناصر ومتعاقدين واتفاقيات قضائية وغيره، وسريعاً ستزداد وتيرة وحجم هذا النشاط ليشمل كل الجغرافيا السورية وفقاً لما ترتئيه واشنطن.
  • القاعدة العسكرية الأمريكية بقلب دمشق ستكون واقعا وأمر فعلي وعملي على الشراكة الإستراتجية لسوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وعليه قد تشهد البلاد لاحقاً توترات داخلية وسيظهر تيار التخوين للجولاني وكذلك سيظهر التنافس الدولي والذي سيكون خطير جدا على المنطقة وذلك بين روسيا التي تسيطر على قاعدتي حميميم وطرطوس، وأمريكا.
  • كما ستشهد الأيام المقبلة بعد التموضع العسكري الامريكي في قلب دمشق سيل كبير من التصريحات من الصحافيين والأبواق والمسؤولين، وخاصة من الوكيل الرسمي للامريكان في المنطقة الأتراك وهنا يطرح السؤال نفسه، أين هي مصالح تركيا من هذا الأمر وتداعياته؟ وهل ستكون تركيا مع الامريكي أم ستعطي أمريكا للتركي الضوء الأخضر للقضاء على قسد؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق