أخبار العالمإفريقيا

الجنائية الدولية تفتح تحقيقاً شاملاً في أحداث الفاشر وتعتبرها ذات طابع جرائم حرب

باشر مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً جديداً حول الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بعد سيطرة قوات «الدعم السريع» عليها، وسط اتهامات بارتكاب أعمال قتل جماعي واغتصاب وتطهير عرقي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وجاء في بيان رسمي صادر عن مكتب الادعاء في لاهاي أن المحكمة «تتخذ خطوات عاجلة لجمع الأدلة والحفاظ عليها لضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم المزعومة»، مؤكدة أن التحقيق يشمل شهادات الناجين، وتحليل صور الأقمار الصناعية، ومراجعة بيانات منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة. وأضاف البيان أن الهدف من هذه الخطوة هو «منع إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب» في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بعد سقوط المدينة.

ويأتي هذا التحرك في إطار التحقيق المستمر الذي أطلقه مجلس الأمن الدولي عام 2005 بشأن جرائم الحرب في دارفور، والذي قاد لاحقاً إلى صدور مذكرات توقيف بحق مسؤولين سودانيين سابقين، بينهم الرئيس الأسبق عمر البشير. وتشير المصادر القانونية إلى أن الوقائع الجارية في الفاشر تحمل أوجه شبه مع موجات العنف التي اجتاحت الإقليم خلال العقدين الماضيين.

وأفاد خبراء حقوقيون بأن الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، شهدت خلال الأيام الماضية عمليات قتل منظمة واستهدافاً للمدنيين على أساس عرقي، ما دفع آلاف الأسر إلى النزوح نحو مخيمات مكتظة في مدن مجاورة مثل طويلة والجنينة.

وترى أوساط دبلوماسية أن فتح هذا التحقيق قد يمثل خطوة حاسمة لإعادة تسليط الضوء الدولي على مأساة دارفور، التي عادت إلى الواجهة بعد عامين من الصراع الداخلي الدامي الذي اندلع في السودان عام 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق