آسياأخبار العالم

الجزء الأول لقرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع التحديث الصيني النمط

من أجل تنفيذ وتطبيق الترتيبات الإستراتيجية الصادرة عن المؤتمر الوطني العشرين للحزب، بحثت الدورة الكاملة الثالثة للجنته المركزية العشرين موضوع تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع التحديث الصيني النمط، واتخذت القرارات التالية:

تعتبر سياسة الإصلاح والانفتاح سلاحا سحريا مهما للحاق قضايا الحزب والشعب بركب العصر بخطوات واسعة. وكان للدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة مغزى تاريخي عظيم، حيث استهلت فترة جديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية.

وأما الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الثامنة عشرة، فقد كان لها مغزى تاريخي عظيم أيضا، حيث بدأت مسيرة جديدة لتعميق الإصلاح على نحو شامل ودفعه من خلال التصميم الشامل المنهجي في العصر الجديد، مما خلق وضعا جديدا للإصلاح والانفتاح في بلادنا.

وبروح المبادرة التاريخية العظيمة والشجاعة السياسية الجبارة والإحساس القوي بتحمل المسؤولية، اتحدت لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ مع كل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقادتهم في تحطيم العراقيل الناتجة عن المفاهيم الأيديولوجية الجامدة وتفكيك الحواجز الناجمة عن ترسخ المصالح المكتسبة غير المنصفة والإقدام على دخول منطقة المياه العميقة وأداء المهام الشاقة وتحدي الشدائد، وإزالة عيوب الأنظمة والآليات في كافة المجالات بحزم، حيث تحول الإصلاح من الاستكشاف الجزئي وكسر الجليد وتحطيم الحصار إلى التكامل المنهجي والتعميق الشامل، وأُنشئت الأطر المؤسسية الأولية لمختلف المجالات من حيث الأساس، وتحقق التغيير التاريخي وإعادة التشكيل على نحو منهجي وإعادة التنظيم بشكل عمومي في مجالات كثيرة، وأُنجزت مهام الإصلاح المحددة في الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الثامنة عشرة عموما، وتحقق الهدف المتمثل في تحقيق منجزات ملحوظة بجعل الأنظمة في كافة المجالات أكثر نضوجا وتبلورا بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، الأمر الذي قدم ضمانا مؤسسيا قويا لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتحقيق الهدف الكفاحي عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في الموعد المقرر، ودفع بلادنا لتتقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.

وتعد الفترة الراهنة والأخرى اللاحقة من الفترات الحاسمة لدفع القضية العظيمة لبناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط. وقد دُفع التحديث الصيني النمط خلال عملية الإصلاح والانفتاح باطراد، ومن المؤكد أنه سيفتح آفاقا واسعة في عملية الإصلاح والانفتاح أيضا.

وفي مواجهة الأوضاع المحلية والدولية المتشابكة والمعقدة والجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتغيير الصناعي، وأمام التطلعات الجديدة لجماهير الشعب، لا بد لنا من مواصلة دفع الإصلاح إلى الأمام. ويمثل ذلك مطلبا حتميا للتمسك بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحسينه ودفع تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها، ولتطبيق الفكر التنموي الجديد والتكيف مع تغير التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا بصورة أفضل، وللتمسك بالتمحور حول الشعب وجعل منجزات بناء التحديثات تفيد جميع أبناء الشعب على نحو أكثر وفرة وعدالة، ولمواجهة المخاطر والتحديات الخطيرة ودفع تقدم قضايا الحزب والدولة على نحو مستقر ومستدام، ولدفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وكسب زمام المبادرة الإستراتيجية في التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، وللدفع المعمق لتنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء حزبنا في العصر الجديد ليكون حزبا سياسيا ماركسيا أكثر صمودا وقوة.

وسوف يستمر نهج الإصلاح والانفتاح ولن تكون له نهاية. ومن الضروري أن يمنح كل أعضاء الحزب بوعي الأولية القصوى للإصلاح ويعززوا تعميقه على نحو شامل بالتمحور الوثيق حول دفع التحديث الصيني النمط.

تتمثل هذه الأفكار في التمسك بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بشكل شامل، والدراسة والتطبيق بصورة معمقة لسلسلة الأفكار ووجهات النظر والاستنتاجات الجديدة للأمين العام شي جين بينغ حول تعميق الإصلاح على نحو شامل، وتطبيق الفكر التنموي الجديد بشكل كامل وصائب وشامل، والتمسك بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم على أساس الاستقرار، والمثابرة على تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية، وتحرير القوى المنتجة الاجتماعية وتطويرها إلى حد أكبر ومواصلة إذكاء الحيوية الاجتماعية وتقويتها، وأخذ الوضعين العامين المحلي والدولي بعين الاعتبار، مع دفع الترتيبات الشاملة لـ”التكامل الخماسي” بشكل موحد ودفع التخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في “الشوامل الأربعة” بطريقة منسقة، واتخاذ إصلاح النظام الاقتصادي قوة دافعة، واعتبار تعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وزيادة رفاهية الشعب نقطة انطلاق وهدفا نهائيا، بالإضافة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لتكامل مختلف الأنظمة وإبراز النقاط الجوهرية وتحقيق النتائج الملموسة للإصلاح، ودفع تحقيق توافق أفضل بين علاقات الإنتاج والقوى المنتجة وبين البناء العلوي والأساس الاقتصادي وبين حوكمة الدولة والتنمية الاجتماعية، من أجل توفير قوة محركة جبارة وضمان مؤسسي قوي للتحديث الصيني النمط.

تتجسد هذه الأهداف عموما في مواصلة تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفع عجلة تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها. وفي عام 2035، سيُنجز بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى بشكل شامل، ويكون نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أكثر استكمالا، ويتحقق تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها والتحديث الاشتراكي من حيث الأساس، وذلك سيضع أساسا متينا لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل عند حلول منتصف القرن الحالي.

– بالتركيز على بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى، يتعين إظهار دور السوق الحاسم في تخصيص الموارد بصورة تامة، وإذكاء دور الحكومة بشكل أفضل، والتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي مع تحسينه، ودفع تحقيق مستوى عال من الاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، والدفع قدما بالانفتاح العالي المستوى على الخارج، وإنجاز بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة، والإسراع في إنشاء نمط تنموي جديد، ودفع التنمية العالية الجودة.

– بالتركيز على تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، يتوجب التمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون، ودفع عملية إكمال الأنظمة المعنية بكون الشعب سيدا للدولة إلى حد أكبر وتطوير الديمقراطية التشاورية على نحو واسع ومتعدد المستويات ومؤسسي وتعزيز استكمال منظومة حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتعزيز بناء الدولة الاشتراكية التي يحكمها القانون ليصل إلى مستوى أعلى.

– بالتركيز على بناء دولة اشتراكية قوية ثقافيا، ينبغي التمسك بالنظام الأساسي لضمان مكانة الماركسية كمرشد في المجال الأيديولوجي، وإكمال النظم والآليات المتعلقة بتنمية المشاريع الثقافية والقطاع الثقافي، ودفع ازدهار الثقافة وإثراء حياة الشعب الثقافية، وتعزيز القوة الناعمة الثقافية الوطنية وتأثير الثقافة الصينية.

– بالتركيز على رفع جودة معيشة الشعب، يتعين تحسين نظام توزيع الدخل ونظام التوظيف، وإكمال منظومة الضمان الاجتماعي، وزيادة تكافؤ توزيع الخدمات العامة الأساسية وقابلية الوصول إليها، ودفع التنمية الشاملة للإنسان وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب لإحراز تقدم جوهري أكثر وضوحا.

– بالتركيز على بناء صين جميلة، يجب تسريع وتيرة تحويل نمط التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نحو شامل وصديق للبيئة، وإكمال منظومة حوكمة البيئة الإيكولوجية، وتشجيع التنمية القائمة على إعطاء الأسبقية لحماية البيئة والاستغلال المرشد والمكثف للموارد والأساليب الإنتاجية الخضراء والمنخفضة الكربون، وتحفيز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة.

– بالتركيز على بناء صين آمنة ذات مستوى أعلى، ينبغي إكمال منظومة الأمن القومي، وتقوية المنظومة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة، وتعزيز القدرة على حماية الأمن القومي، وابتكار نظام الحوكمة الاجتماعية وآليتها ووسائلها، لإنشاء نمط أمني جديد بشكل فعال.

– بالتركيز على رفع مستوى الحزب في القيادة وقدرته على تولي الحكم الطويل المدى، يتعين ابتكار وتحسين أساليبه لممارسة القيادة وتولي الحكم، وتعميق إصلاح نظام البناء الحزبي، مع إكمال نظام إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل.

ويتوجب إتمام مهام الإصلاح المطروحة في هذا القرار بحلول الذكرى الـ80 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2029.

حسبما لخصنا واستفدنا من التجارب القيمة المكتسبة منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وخاصة خلال عملية تعميق الإصلاح على نحو شامل في العصر الجديد، يلزمنا اتباع المبادئ التالية: التمسك بقيادة الحزب الشاملة، وحماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بثبات، وإظهار دور الحزب بصفته النواة القيادية في السيطرة على الوضع العام والتنسيق بين مختلف الأطراف، وجعل قيادة الحزب سائدة في كافة مجالات الإصلاح وجميع عملياته، لضمان تقدم الإصلاح في الاتجاه السياسي الصحيح دائما؛ والتمسك بالتمحور حول الشعب، واحترام مكانة الشعب كقوام وروح المبادرة لديه، والاستجابة لمتطلبات الشعب خلال الإصلاح، لضمان ممارسة الإصلاح لأجل الشعب وبالاعتماد عليه ولتمتعه بثمار الإصلاح؛ والتمسك بالأصل مع الابتكار، والالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية على نحو لا يتزعزع، ومتابعة خطى تقدم العصر عن كثب، ومواكبة تطور الممارسات، وإبراز اتجاه حل المشاكل، ودفع الابتكار في النظريات والممارسات والنظم والثقافات وغيرها من المجالات من نقطة البداية الجديدة الحالية؛ والتمسك باتخاذ البناء المؤسسي خطا رئيسيا، لتعزيز التصميم العلوي والتخطيط الكلي، والجمع بين تحطيم القديم وبناء الجديد مع إنشاء الجديد قبل التخلي عن القديم، وتوطيد النظام الرئيسي وتحسين الأنظمة الأساسية مع ابتكار الأنظمة المهمة الأخرى؛ والتمسك بحكم الدولة طبقا للقانون على نحو شامل، وتعميق الإصلاح ودفع عملية التحديث الصيني النمط على هدى حكم القانون، وتحقيق الوحدة بين الإصلاح وحكم القانون، وضمان ممارسة الإصلاحات الهامة على أساس القانون، والارتقاء بإنجازات الإصلاح إلى مستوى النظام القانوني في حينها، والتمسك بالفكر المنهجي، وحسن التعامل مع العلاقات المهمة بين الاقتصاد والمجتمع وبين الحكومة والسوق وبين الفعالية والعدالة وبين الحيوية والنظام وبين التنمية والأمن وغيرها، لتعزيز منهجية الإصلاح وشموله وتناسقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق