التوتر المغربي الجزائري يتصاعد مجددًا بسبب مناورات عسكرية مشتركة بين المغرب وفرنسا

قسم الاخبار الدولية 10/03/2025
تفاقمت حدة التوتر بين المغرب والجزائر في ظل استمرار القطيعة الدبلوماسية بين البلدين منذ أغسطس 2021، بعد إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع الرباط متهمةً الأخيرة بتهديد استقرارها الإقليمي. وجاء أحدث مظاهر هذا التوتر بعد إعلان الجزائر استدعاء السفير الفرنسي لديها احتجاجًا على مناورات عسكرية مشتركة بين المغرب وفرنسا مقررة في سبتمبر 2025 تحت اسم “شرقي – 2025″، والتي ستُجرى في الراشيدية، بالقرب من الحدود الجزائرية.
احتجاج جزائري وتحذيرات دبلوماسية
أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان رسمي، عن استدعاء السفير الفرنسي وإبلاغه احتجاج الجزائر على هذه المناورات، مشيرة إلى أنها تحمل “دلالات خطيرة” من شأنها أن تؤجج الأزمة القائمة بين الجزائر وباريس، وتزيد من حدة التوتر في العلاقات الجزائرية المغربية. واعتبرت الجزائر أن هذه التدريبات العسكرية تشكل تهديدًا لأمنها القومي، خصوصًا مع إجرائها قرب حدودها الشرقية.
المغرب يلتزم الصمت الرسمي وسط انتقادات برلمانية جزائرية
في المقابل، لم يصدر المغرب أو فرنسا أي رد رسمي على الموقف الجزائري، لكن البرلماني المغربي السابق، نور الدين كربال، اعتبر أن الاستنكار الجزائري يعكس موقفًا متحاملًا على المغرب، مشيرًا إلى أن الجزائر نفسها أجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع دول أخرى دون أن تواجه أي انتقادات. وأضاف أن الرباط تعمل على تعزيز تعاونها العسكري والاستراتيجي مع مختلف الدول، بما في ذلك فرنسا وروسيا والولايات المتحدة والصين، في إطار علاقات مبنية على التعاون وليس التوسع، كما تدّعي بعض الأطراف.
خلفيات سياسية: اعتراف فرنسي بمغربية الصحراء يؤجج الخلاف
يأتي الغضب الجزائري في سياق الاعتراف الفرنسي الأخير بمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي أثار استياء الجزائر، التي تعد من أبرز داعمي جبهة البوليساريو. ويعتقد مراقبون أن المناورات العسكرية قد تكون رسالة فرنسية رافضة للضغوط الجزائرية لإعادة النظر في موقفها من ملف الصحراء.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد تقليص فرنسا عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، حيث رفضت السلطات الفرنسية منح تأشيرة “شنغن” لنحو 32 ألف جزائري عام 2022، فيما لوحظ ارتفاع في عدد التصاريح الممنوحة للمواطنين المغاربة، ما أثار استياءً رسميًا وشعبيًا في الجزائر.
التداعيات الإقليمية: هل تتجه المنطقة إلى مزيد من التصعيد؟
يرى محللون أن استمرار المناورات العسكرية بالقرب من الحدود الجزائرية، إلى جانب تصاعد الخلافات السياسية، قد يدفع الجزائر إلى اتخاذ خطوات تصعيدية دبلوماسية وربما عسكرية، خاصة في ظل توترات قائمة بين البلدين حول قضايا متعددة، أبرزها ملف الصحراء الغربية والحدود المشتركة. ومع استمرار التجاذبات السياسية بين الجزائر وفرنسا من جهة، وبين الجزائر والمغرب من جهة أخرى، تبقى العلاقات في المنطقة مرشحة لمزيد من التعقيد خلال الأشهر المقبلة.