أخبار العالمإفريقيا

التحولات المناخية الخطيرة وتهميش قطاع الصيد البحري في تونس: التحديات والحلول

مرت الأرض في تاريخها الطويل بتحولات عنيفة في مستوى مناخها لكنها كانت تحولات على مدى فترات طويلة من الزمن دخلت في حيز التغيرات الطبيعية للكون غير أن ما نعايشه اليوم من تحولات سريعة وحادة طبيعيا جعل هذه الظواهر تدخل حيز الحظر الذي ينتهك قواعد الدورة المناخية العادية للأرض وسلاسلها الغذائية أو حتى جغرافية أواسطها الطبيعية ومناخها الخاص والمختلف من واحد الى اخر…

 فماهي أبرز هذه التغيرات؟

وأي تحديات تفرضها على الاواسط الطبيعية؟

 وهل يمكن لما يعتبر نقمة أن يصبح نعمة؟ 

تحولات مناخية عالمية

يمثل ارتفاع درجات الحرارة العالمية أحد أبرز التحديات العالمية المناخية بسبب انبعاثات الغاز الدفينة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان نتيجة للنشاط البشري المتزايد من الصناعة والتلوث و سوء استخدام الموارد و البنية التحتية الطبيعية.

كلها أنشطة أسهمت عبر فترات طويلة في خلق مشاكل عميقة ولا نهائية يمتد تأثيرها الى كل كائن حي

فنرى في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا لمستوى سطح البحر بفعل ذوبان الجليد القطبي وصولا الى التأثير على جودة المياه وتركيبتها، وذلك بفعل تحمض المحيطات نتيجة لامتصاصها لكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي فضلا عن تزايد مختلف الظواهر المتطرفة كالفيضانات والأعاصير وصولا الى الجفاف.

تتأثر الحيوات البرية والبحرية بسبب هذه التغيرات الحادة ففي مستوى المجالات البحرية نلاحظ انتشارا كبيرا لحالة موت الشعب المرجانية و تغير لونها الى الرمادي.

مشهد يعكس التهديد الذي يواجه التنوع البيولوجي في الحياة البحرية ويدمر الأنظمة الغذائية والاقتصادية التي يعتمد عليها البشر.

تونس تتعرّض لمخاطر التغيرات المناخية وهامشية مجال الصيد البحري

شهدت تونس في الفترة الأخيرة ظهور كائنات جديدة في مناطق غير طبيعية لها مثل السرطان الأزرق وسمكة الأرنب السامة وهي نتيجة لتغيرات بيئية ومناخية متعددة تسمى بالغزو البيولوجي وتحدث عندما تنتقل مجموعة من الكائنات الحية المتمركزة في مناطق معينة الى مناطق أخرى غريبة عن بيئتها الأصلية التي تعيش فيها بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط بفعل ما يسمى بالاحترار العالمي.

السرطان الأزرق

السرطان الأزرق أو ما يسمى ب “داعش” الذي غزا منطقة خليج قابس وهو نوع غازي من القشريات التي تفتك بالأنواع المحلية ويسبب أضرار كبيرة للصيادين اذ يؤثر على معدلات الصيد ويتلف الشباك فضلا على تأثيره الكبير على النظام البيئي البحري من خلال استهلاك الفرائس بكميات كبيرة.

سمكة الأرنب السامة

انتقلا عبر قناة السويس بعد توسعتها مما سمح بدخول كائنات دخيلة على البيئة المتوسطية قادمة من البحر الأحمر تفضل المياه الدافئة وتزايدت أعدادها بسبب تغيرات المناخ وارتفاع  درجات الحرارة في المتوسط.

تعتبر سمكة الأرنب سامة للغاية ولا يمكن استهلاكها بأمان مما يشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة فضلا عن تدميرها للنباتات البحرية مثل الأعشاب البحرية التي تعتمد عليها الكائنات البحرية المحلية مما يؤثر على السلسة الغذائية بالإضافة الى الأضرار الاقتصادية للصيادين والسوق المحلية حيث تلتقط بكثرة في الشباك لكنها غير صالحة للبيع و الاستهلاك.

الحلول المطروحة

يرى   الكثيرون أنه من الواجب تعزيز الرقابة على السفن الدولية لمنع انتقال الأنواع الغازية وغير المفيدة حسب ظنهم مع دعم برامج لحماية التنوع البيئي المحلي فضلا عن توعية الصيادين والمجتمعات الساحلية حول التعامل مع الفصائل الغازية منها و السامة.

ويرى الكثيرون أن مثل هذه الأفات يمكن أن تمثل أسواقا جديدة للتجارة حيث أصبح “داعش” اكلة يقبل عليها العديد من الناس محليا وصولا الى تصديره الى عدة دول وخاصة الدول الأسيوية وكذلك الأوروبية نظرا لقيمته الغذائية العالية، والطلب المتزايد عليه في تلك الأسواق.

 في حين أن الوضع مع سمكة الأرنب السامة لم يكن نفسه حيث انتشرت فيديوهات عديدة لصيادين ينادون بقتلها ورميها دون علم أو معرفة حول أهميتها في مختلف الأسواق العالمية وتصنيفها كطبق باهظ يحظى بإقبال كبير في الأسواق الاسيوية خاصة.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يمكن بمزيد من التوعية والدعم أن يتحول ما اعتبره البعض “نقمة” الى “نعمة”؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق