الانقلابيون في اليمن يستقطبون سجناء من الحديدة للقتال في صفوفهم
قسم الأخبار الدولية 26/012/2024
شهدت محافظة الحديدة اليمنية، التي تقع على الساحل الغربي للبلاد، تطورًا لافتًا في الاستراتيجية العسكرية للحوثيين، حيث كشفت مصادر محلية عن قيام المتمردين باستقطاب عشرات السجناء من سجون الحديدة للقتال في صفوفهم. هذا التحرك يسلط الضوء على تصعيد حاد في الحرب المستمرة منذ سنوات، ويعكس حجم الأزمة الإنسانية والعسكرية في المنطقة.
تفاصيل العملية
أفادت التقارير أن الحوثيين قاموا بتجنيد سجناء، بمن فيهم رجال أمن سابقين وعناصر متورطة في قضايا جنائية، ليصبحوا جزءًا من الجبهات العسكرية في مناطق مختلفة من اليمن. وقد تم نقل هؤلاء السجناء من سجون الحديدة إلى مواقع القتال في عدة مناطق حيوية، بما في ذلك العاصمة صنعاء والمناطق القريبة من الحدود مع السعودية.
تزامن هذا التجنيد مع تصعيد العمليات العسكرية في الحديدة، التي تعد من أبرز النقاط الاستراتيجية في الحرب اليمنية بسبب موقعها الهام كمركز تجاري رئيسي، فضلاً عن كونها قريبة من الممرات البحرية الدولية.
دوافع تجنيد السجناء
الانقلابيون في اليمن، الذين يواجهون ضغوطًا عسكرية كبيرة من قوات الحكومة المدعومة من التحالف العربي، بدأوا في اللجوء إلى أساليب غير تقليدية لتوسيع صفوفهم القتالية. يبدو أن الحوثيين يبحثون عن موارد بشرية لتعويض الخسائر الكبيرة في صفوفهم جراء الضغوط العسكرية المتزايدة، لا سيما في جبهات الحديدة ومأرب.
يعتبر استقطاب السجناء أحد الأساليب التي استخدمها الحوثيون سابقًا في مناطق أخرى من البلاد، حيث يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية للسجناء، التي تجعلهم أكثر عرضة للاستجابة لمثل هذه العروض، خاصة مع الوعود بالإفراج عنهم أو تحسين وضعهم داخل السجون.
التأثير على الوضع الإنساني
يأتي هذا التطور في وقت تعيش فيه الحديدة وغيرها من المناطق اليمنية أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والدواء، إضافة إلى تفشي الأمراض. كما أن استقطاب السجناء يعكس عمق الأزمة داخل السجون في اليمن، حيث لا توجد برامج تأهيلية كافية، وتستمر الانتهاكات بحق المعتقلين.
هذا الوضع يعزز المخاوف من أن الصراع في اليمن قد يدخل مرحلة جديدة من العنف المكثف، مع استخدام الحوثيين لموارد بشرية من السجناء لتنفيذ عمليات قتالية في مناطق حساسة، مما يفاقم من معاناة المدنيين في المناطق المتأثرة بالصراع.
ردود الفعل المحلية والدولية
في أعقاب هذه التطورات، أعربت منظمات حقوق الإنسان الدولية عن قلقها الشديد بشأن تجنيد السجناء في صفوف الحوثيين، معتبرة أن هذه الخطوة تعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، حيث يتم استخدام الأشخاص الذين لا خيار لهم في القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية أن هذا التجنيد يساهم في تأجيج الحرب ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة. كما أكد التحالف العربي بقيادة السعودية أن هذه الخطوة تؤكد الطبيعة الإرهابية للحوثيين، الذين يستمرون في استهداف المدنيين واستخدام أساليب غير قانونية لتوسيع قوتهم العسكرية.
استقطاب السجناء للقتال في صفوف الحوثيين يعكس تفشي الأزمة الإنسانية والاحتياجات العسكرية المتزايدة في الصراع اليمني، بينما يزيد الوضع تعقيدًا على المدنيين والضحايا في المناطق المتأثرة بالصراع. يعتبر هذا التحرك بمثابة مؤشر آخر على استمرار الحوثيين في استخدام كافة الوسائل المتاحة لتوسيع نفوذهم في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية الداخلية والخارجية.