الاحتيال الإلكتروني يواصل حصد المليارات عالميًا وسط تحذيرات من تنامي الهجمات البسيطة والمركبة

قسم الأخبار الدولية 23/014/2025
كشف تقرير أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) عن تصاعد غير مسبوق في الخسائر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية، والتي تجاوزت 16 مليار دولار خلال عام 2024، بزيادة ناهزت الثلث مقارنة بعام 2023. وأوضح التقرير، الصادر عن مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع للمكتب، أن عدد الشكاوى المسجلة اقترب من 860 ألفاً، معظمها من داخل الولايات المتحدة، رغم أن الهجمات استهدفت ضحايا من مختلف أنحاء العالم.
وحمّل التقرير عمليات الاحتيال «البسيطة» في ظاهرها، مثل انتحال الدعم الفني والاحتيال العاطفي، المسؤولية عن جزء كبير من الخسائر. كما أشار إلى لجوء المهاجمين إلى حيل تعتمد على استدراج المستثمرين المبتدئين وخداع موظفي الشركات لتحويل أموال ضخمة إلى حسابات الجناة عبر رسائل إلكترونية مزورة، وهو ما أدى إلى إلحاق أضرار فادحة بمؤسسات وأفراد.
وأوضح التقرير أن الجرائم الإلكترونية أصبحت أكثر تعقيداً، لا سيما مع الانتشار المتزايد لهجمات «برمجيات الفدية»، التي تعتمد على اختراق أنظمة الشركات والجهات الحكومية واحتجاز بياناتها الحساسة مقابل فدية مالية. ورغم خطورة هذا النوع من الهجمات، أشار المكتب إلى أن بيانات الخسائر الفعلية الناجمة عنها لا تزال غير دقيقة، بسبب تردد كثير من الضحايا في الإبلاغ عنها لأسباب تتعلق بالسمعة أو المخاوف القانونية.
وفيما أقر المكتب بأن أرقامه لا تغطي الصورة الكاملة للهجمات، شدد على أهمية التبليغ السريع عن أي محاولات احتيال إلكترونية، مؤكداً أن التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني يظل حجر الزاوية في التصدي لهذه الظاهرة المتنامية. وتأتي هذه الأرقام في وقت يتسارع فيه تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يمنح مجرمي الإنترنت أدوات أكثر قدرة على التلاعب والخداع، ويزيد من صعوبة رصد الهجمات قبل وقوعها.