الاتحاد الأوروبي يعزز استعداده العسكري بخطة قروض ضخمة بقيمة 150 مليار يورو وسط توترات أمنية متصاعدة

قسم الأخبار الدولية 19/05/2025
أنهى الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، المفاوضات حول خطة تاريخية لبرنامج قروض دفاعية بقيمة 150 مليار يورو، تهدف إلى تسريع إعادة التسلح الجماعي في مواجهة التهديدات الروسية المتصاعدة والتراجع المحتمل في الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك أمني رئيسي.
الخطة التي أطلق عليها اسم “سايف” (SAFE) – وهي اختصار لـ Support to Accelerate Funding for European defence – تم اقتراحها أول مرة في مارس من قبل المفوضية الأوروبية، وتستند إلى الاقتراض الجماعي من الميزانية المركزية للاتحاد، في سابقة مشابهة لما تم خلال أزمة كورونا.
وأفاد دبلوماسيون أوروبيون أن المحادثات بين الدول الأعضاء استمرت لأسابيع لتحديد تفاصيل إنفاق الأموال، خصوصاً ما يتعلق بإمكانية إشراك الدول غير الأعضاء مثل أوكرانيا، وكذلك نسبة التوريد المسموح بها من خارج التكتل.
وبحسب الصيغة النهائية التي تم التوافق عليها، يسمح الاتفاق بتخصيص ما يصل إلى 35% من قيمة العقود الدفاعية لمصنّعين من خارج الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، وهي نقطة ظلت موضع نقاش حتى اللحظات الأخيرة.
وتأتي هذه الخطة في وقت حسّاس يشهد فيه الاتحاد الأوروبي جهوداً مكثفة لبناء قدراته الدفاعية الذاتية، على خلفية استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، ووسط مخاوف من تغير محتمل في السياسة الخارجية الأميركية بعد الانتخابات المقبلة، ما قد يؤثر على التزامات واشنطن تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو).
في السياق ذاته، اتفقت بروكسل ولندن على شراكة دفاعية جديدة خلال قمة عُقدت في لندن، في محاولة لـ”إعادة ضبط” العلاقات الثنائية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. غير أن لندن ستحتاج إلى اتفاق منفصل إذا رغبت في أن تشارك صناعاتها الدفاعية بالكامل في البرنامج الأوروبي الجديد.
ومن المنتظر أن يُوقع وزراء الاتحاد الأوروبي رسمياً على الاتفاق يوم 27 مايو في اجتماع لهم ببروكسل، ليدخل بذلك حيّز التنفيذ كجزء من استراتيجية أوروبية طويلة المدى لتعزيز الأمن الجماعي والاستقلالية الدفاعية.