الإمارات تعزز حضورها في قطاع الذهب الأفريقي عبر استثمار ضخم في مالي

قسم البحوث الأمنية والعسكرية 16-01-2024
أعلنت شركة “آلايد غولد” الكندية عن توقيع اتفاق بقيمة 500 مليون دولار مع صندوق “أمبروسيا إنفستمنت هولدنغ” الإماراتي، في خطوة تهدف إلى دعم التوسع في منجم ساديولا لتعدين الذهب في مالي. وبموجب هذه الصفقة، استحوذت الشركة الإماراتية على 50% من المنجم، مما يعزز حضورها في قطاع التعدين الأفريقي، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في واحدة من أغنى دول غرب أفريقيا بالذهب.
تفاصيل الصفقة وشروط الشراكة
تضمنت الشراكة الجديدة تولي شركة “إيه تي جي سي” (ATGC) الإماراتية، المتخصصة في الطاقة والبنية التحتية، مسؤولية تنفيذ نظام طاقة متطور لتشغيل المنجم لمدة 12 عامًا، بدءًا من 26 يوليو/تموز 2026. كما شمل الاتفاق تخصيص 156 مليون دولار من قيمة الصفقة لتوسعة المنجم وزيادة إنتاجه من 230 ألف أوقية سنويًا إلى 400 ألف أوقية بحلول عام 2028.
انعكاسات اقتصادية واستراتيجية
عبر الرئيس التنفيذي لشركة “آلايد غولد”، بيتر مارون، عن تفاؤله بالشراكة مع الجانب الإماراتي، معتبرًا أنها ستعزز قيمة الشركة وتوسع مشاريعها في القارة الأفريقية. وفي السياق ذاته، أكد أحمد عامر العامري، مدير “أمبروسيا”، أن هذه الشراكة ستنمو بفضل الدعم المشترك من حكومتي الإمارات ومالي، مما يمهد لمزيد من الاستثمارات في القطاع.
وبالإضافة إلى استحواذها على 50% من المنجم، منحت الصفقة الشركة الإماراتية خيار شراء 12% من أسهم الشركة الأم عبر عرض خاص يوفر 46 مليون سهم، مما يعزز نفوذها في قطاع التعدين الإقليمي.
تحديات بيئية وتشريعية
رغم هذه الخطوة الطموحة، تواجه الشركات المستثمرة في مالي تحديات كبرى، أبرزها القوانين التعدينية الجديدة التي أقرها المجلس العسكري عام 2023، والتي رفعت حصة الحكومة إلى 30% من عمليات الاستخراج، وألغت العديد من الإعفاءات الضريبية. كما أدرج تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2024 مالي ضمن الدول ذات المستوى العالي من الفساد، مما يزيد من المخاطر الاستثمارية في القطاع.
وفي عام 2024، فرضت السلطات المالية غرامات بقيمة 800 مليون دولار على عدة شركات تعدين أجنبية، من بينها “آلايد غولد”، بدعوى التهرب الضريبي. كما احتجزت مسؤولين من شركتي “باريك غولد” الكندية و”ريزلوت ماينيغ” الأسترالية في سياق حملة رقابية صارمة على قطاع التعدين.
تراجع الإنتاج وضرورة استقرار البيئة الاستثمارية
أثرت التوترات بين الحكومة المالية وشركات التعدين سلبًا على الإنتاج، حيث تراجع بنسبة 23% في عام 2024 ليصل إلى 51 طنًا، مقارنة بـ66.5 طنًا في عام 2023. ووفقًا لمصادر كندية، فإن الشركات التي تتمتع بدعم حكومي إماراتي قد تكون قادرة على تجنب هذه النزاعات، مما يعزز من فرص نجاح الاستثمارات الإماراتية في القطاع.
دلالات الشراكة ومستقبل الاستثمار الإماراتي في أفريقيا
تعكس هذه الصفقة الاستراتيجية توجه الإمارات نحو تعزيز استثماراتها في قطاع التعدين الأفريقي، مستفيدة من خبراتها في إدارة المشاريع الكبرى، ودعمها السياسي والاقتصادي في القارة. ومن المرجح أن تسهم هذه الخطوة في تحسين الإنتاجية في منجم ساديولا، خاصة إذا نجحت الشركة الإماراتية في تأمين بيئة استثمارية مستقرة، والتعامل بمرونة مع السلطات المالية.