«استدرج رئيس الموساد كالأبله»… تحقيق إسرائيلي يكشف خدعة أشرف مروان

قسم الأخبار الدولية 26/09/2025
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في تحقيق موسع نشرته بملحقها الأسبوعي، عن معطيات جديدة تعيد فتح ملف أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي لطالما اعتبرته إسرائيل “الجاسوس الأسطوري” الذي زودها بأهم المعلومات الاستراتيجية عن مصر، قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973. لكن التحقيق الجديد يعرض رواية معاكسة، مفادها أن مروان لم يكن سوى أداة مركزية في خطة خداع مصرية محكمة استهدفت تضليل الاستخبارات الإسرائيلية في لحظة حاسمة.
وأوضحت الصحيفة أن وثائق استخباراتية لم يُكشف عنها سابقاً تشير إلى أن مروان لعب دوراً محورياً في تمرير إنذارات مضللة حول مواعيد اندلاع الحرب، إذ حضر أواخر أغسطس 1973 الاجتماعات التي جمعت الرئيس المصري أنور السادات بالرئيس السوري حافظ الأسد لتحديد موعد الهجوم في السادس من أكتوبر، لكنه تعمد لاحقاً إرسال إشارات متناقضة للموساد، مؤكداً أن الحرب «غير مرجحة الحدوث» أو محدداً مواعيد وهمية. أما التحذير الذي بعث به عشية الحرب فوصفه التحقيق بأنه جاء “غامضاً ومتأخراً”، ولم يمنح إسرائيل الوقت الكافي للاستعداد.
التحقيق أورد كذلك شهادة الجنرال شلومو غازيت، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي قال إن مروان “زُرع بعمق داخل الجهاز الإسرائيلي واستدرج رئيس الموساد تسفي زامير كالأبله”، مؤكداً أنه كان الترس المركزي في عملية الخداع المصرية التي أربكت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عشية الحرب.
لكن جهاز الموساد رفض ما جاء في التقرير واعتبره «مزاعم لا أساس لها وتشويهاً للواقع التاريخي»، متمسكاً بروايته القديمة التي تنظر إلى مروان على أنه «الملاك» وأحد أهم مصادره البشرية على الإطلاق.
ويعيد هذا التحقيق الجدل حول شخصية مروان، الذي ظل اسمه مثيراً للانقسام بين من يراه بطلاً قومياً نفذ أخطر عملية خداع استراتيجي، ومن يعتبره عميلاً منح إسرائيل أسراراً كادت تغيّر مجريات الحرب.