اردوغان لا يزال يصطاد في مياه قضية خاشقجي
نقلا عن صحيفة الواشطن بوست الأمريكية، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول مقتل الصحفي السعودي خاشقجي على التزام بلده لمعرفة الجناة و قال بان معرفة الحقيقة و معاقبة الجناة هو “دين علينا لعائلة جمال خاشقجي”. لأنه يعتبر حسب تصريحه بان اغتيال خاشقجي مثير للقلق بسبب بعد القضية الإنسانية و استغلال مبدأ الحصانة الديبلومسية
طبعا و كعادته فالرئيس التركي يرقص فوق المشاكل الخارجية مع انه له من الأزمات الداخلية و خاصة الإنسانية ما يجعله لا يتدخل في الشؤون الخارجية للبلدان و لا يثير خاصة ملفت حقوق الإنسان إذ قال أن “بلاده تتعهد بمواصلة بذل الجهود في المرحلة المقبلة، لكشف ملابسات جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”. و يتساءل الكثيرين لماذا لا يفتح اردوغان التحقيق في العديد من القضايا القتل و الاعتقالات و التعذيب التي تطال شخصيات هامة تركية إعلامية و ناشطين سياسيين ؟
وفي سعي منه للاستفزاز و ربما إعطاء القضية طابع دولي أضاف الرئيس التركي: “نؤمن بأن العدالة لن تتحقق إلا على يد المحاكمة الوطنية والدولية، وإن من مصلحة تركيا والإنسانية عدم وقوع مثل هذه الجريمة في أي مكان بالعالم”.
وكما شكك اردوغان في المحاكمة و القضاء السعودي ضمن تصريحه بإشارة منه “إن ادعاءات إدارة المحاكمة بعيدا عن الشفافية، وراء الأبواب المغلقة وإخلاء سبيل المتهمين بشكل غير رسمي، يتنافى مع ما ينتظره المجتمع الدولي ويؤثر سلبيا على صورة السعودية، ونحن لا نريد هذا للسعودية الحليفة والصديقة”.
يذكر أن النائب العام السعودي كان أعلن، في أكتوبر الماضي، أن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي، خلال شجار في القنصلية السعودية في إسطنبول، وأكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصا جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيدا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
وعلى خلفية هذه الواقعة، فلقد أعفى الملك سلمان بن عبد العزيز العديد من المسؤولين البارزين الأمنيين و العسكريين و خاصة من جهاز الاستخبارات و من بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، كما أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.