احتدام الصراع على السلطة في ليبيا يوحي بمؤشرات خطيرة
ليبيا-04-02-2022
بدأ الصراع على السلطة في ليبيا يأخذ منعرجا قد يوصل البلاد إلى وضع خطير من الإحتراب، على خلفية قارا مجلس النواب بالترشح لرئاسة حكومة جديدة في ظل رفض رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة التنحي، مسنودا بعدد من الميليشيات المسلحة وبعض القوى السياسية وبخاصة جماعة”الإسلام السياسي”. وبدأ عمليات التحريض والإتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع.
واعتبر عضو مجلس النواب الليبي، ابراهيم الدرسي، أن أيام حكومة عبد الحميد الدبيبة أصبحت معدودة، وقال”بدأ العد التنازلي لنهاية قصة مخجلة ومخزية ومؤلمة من النهب والسلب والخداع وسيطرة فكرة العائلة وأبنائها وأنسابها ومديري مكاتبها ومن انفقوا المليارات على أهوائهم ونزواتهم”.
وأضاف،خلال مداخلة عبر قناة “الحدث” إن كل الظروف توفرت لتكون الحكومة التي كُلف بها الدبيبة حكومة وحدة وطنية، لكن طريق المال والجاه والسلطان أفقدهم صوابهم وحادوا عن طريق الحق، لذلك ستذهب حكومة الدبيبة غير مأسوف عليها، وستبقى أثارها حسرة وندمًا لدى الليبيين، حسب قوله.
ووصف رئيسَ الحكومة بـ”المقاول” وليس السياسي، وبالتالي هذه الحكومة حكومة مقاولات تجري وراء المال والسراب وأضاعت ليبيا وفرصة تاريخية أن تكون الحكومة بالفعل حكومة وحدة وطنية.
ووجه رسالة إلى أهالي طرابلس قائلًا: “إياكم أيها الشباب الذين تحملون السلاح، إياكم أن تكونوا حائط سد أمام رغبة شعبكم.. الشعب الليبي يعلم أن الدبيبة فاشل وساقط ولن يستمر ولا يغركم الإعلام الذي يحرض على قتل الليبيين”.
وأشار الدرسي إلى أن فتحي باشاآغا شخص يملك رؤية وطنية ويرى أن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة هو السبيل لعودة الوئام بين اليبيين، حسب تعبيره.
في المقابل،طالب الناشط السياسي جمال الحاجي، بتسليح من لا يتردد في منع المترشح لرئاسة الحكومة الجديدة فتحي باشاغا، من دخول العاصمة طرابلس..
وقال :”إنه لعار على من يحسبون أنفسهم قوة حماية طرابلس، أن يجوب فاقد أهلية المسؤولية المدعو فتحي باشاغا شوارع طرابلس برتل سيارات الدولة وأخرين أشباه رجال”، وفق قوله.كما تهجم على قائد الجيش الوطني المشير حفتر بألفاظ نابية.
وقال في سياق تحريضه:” اعطوا السلاح لمن ﻻ يتردد في تحريم دخول العملاء والخونة إلى عاصمة الدولة طرابلس
واستباقاً لمآلات التشنج بين الأطراف المتصارعة،
تجري مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، لقاءات مكثفة على صعد مختلفة للدفع قدماً بالعملية السياسية، وإنقاذ البلاد من الانقسام السياسي، رغم تعرضها لانتقادات حادة من المطالبين بإزاحة عبد الحميد الدبيبة.
وقالت ويليامز، أمس، إنها التقت ثلاث مجموعات مختلفة من ممثلي المجتمع المدني في بنغازي، على مدار اليومين الماضيين، وتبادلت معهم أحاديث “ملهمة ومحفزة” بشأن الأوضاع في ليبيا، مشيرة إلى أن اللقاءات تناولت بحث “الديناميات السياسية الحالية، وكانت رسالتهم واضحة وضوح الشمس، وتتمثل في إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، وحق الشعب الليبي في اختيار ممثليه في السلطتين التشريعية والتنفيذية”.
وأعلن مجلس النواب أنه سيعقد جلسة، الاثنين المقبل، للاستماع إلى المرشحين لمنصب رئيس الحكومة، على أن تعقد في اليوم التالي جلسة لاختيار رئيسها الجديد خلفاً للدبيبة، وسط مخاوف من عودة الانقسام السياسي.
وتخلت ويليامز عن لغتها المتحفظة، ووجهت انتقادات إلى النخبة الليبية، ودعت مجلسي النواب والدولة إلى “التوقف عن لعبة الكراسي الموسيقية للبقاء في السلطة، والتركيز على التحضير للانتخابات على مستوى البلاد بحلول يونيو المقبل.