آسياأخبار العالمأمريكا

إيران تدرس الحوار مع واشنطن لكنها تتمسك ببرنامجها النووي وسط تصاعد الضغوط الدولية

أكدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة استعداد طهران لمناقشة المخاوف المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي، لكنها شددت على رفضها القاطع لأي محادثات تهدف إلى تفكيكه أو الحد من قدراته الأساسية. يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه الضغوط الغربية على إيران، وسط قلق متزايد من إمكانية تطويرها قدرات نووية عسكرية، رغم تأكيدها المتكرر على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فقط.

جاء الموقف الإيراني بعد رفض المرشد الأعلى، علي خامنئي، الانخراط في أي حوار مع ما وصفه بـ”الدول المستبدة”، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وذلك ردًا على رسالة بعث بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، دعا فيها إلى التفاوض مجددًا بشأن الملف النووي الإيراني. وتكشف هذه الرسالة عن استمرار الاهتمام الأميركي بمراقبة أنشطة إيران النووية، رغم التغييرات السياسية التي طرأت على الإدارة الأميركية.

في سياق متصل، جدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، موقف بلاده الرافض لامتلاك أسلحة نووية، مشددًا خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستوره، على أن إيران تتبنى سياسة “خفض التوتر” وتسعى إلى التعاون مع المجتمع الدولي وفقًا لالتزاماتها في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي. لكنه في الوقت ذاته لمّح إلى أن أي تفاوض جديد يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح إيران الإستراتيجية وأمنها القومي، ما يعكس تشدد طهران في مواجهة المطالب الغربية.

أما على الصعيد الداخلي، فقد وصف رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، دعوة ترمب للحوار بأنها “خدعة سياسية” تهدف إلى نزع قدرة إيران على الردع تحت غطاء مفاوضات شكلية، مؤكدًا أن بلاده تعلمت من تجاربها السابقة في التعامل مع واشنطن، خصوصًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015.

من جهة أخرى، حذّر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، من أن إيران ستواجه “عواقب أخرى”، بما في ذلك خيارات عسكرية، إذا استمرت في رفض التفاوض. ويعكس هذا التصريح تصعيدًا محتملاً في الموقف الأميركي، حيث تسعى واشنطن إلى إبقاء جميع الخيارات مفتوحة لمنع طهران من تحقيق أي تقدم في المجال النووي العسكري.

يأتي هذا الجدل في ظل سياق دولي معقد، حيث يتزامن مع تزايد التقارب بين إيران ودول مثل روسيا والصين، ما يمنحها هامشًا أوسع للمناورة في مواجهة العقوبات الغربية. كما أن التوترات الإقليمية، خصوصًا في الخليج والشرق الأوسط، تجعل من الملف النووي الإيراني نقطة اشتعال محتملة قد تؤثر على استقرار المنطقة في الفترة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق