إيران تخوض حرباً نفسية ضد “إسرائيل”، “انتظار الموت أصعب من الموت نفسه”
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 13-08-2024
إسرائيل تنتظر الموت ولا تعرف كيف ولا متى
وسائل إعلام غربية تُجمع على أن إيران تخوض حرباً نفسية ضد “إسرائيل”، بشأن ردها المنتظر، متعمدةً الصمت الكامل فيما يتعلق بتوقيت الرد وكيفيته، ومبقيةً قدرات “إسرائيل” العسكرية والأمنية واللوجستية في حافة الهاوية، مع حرمان المستوطنين من أي شعور بالهدوء.
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن مصادر مطلعة، تأكيدها أنّ “إسرائيل” رفعت مستوى التأهب العسكري إلى أعلى مستوياته، للمرة الأولى، هذا الشهر، بعد ملاحظة استعدادات إيران وحزب الله لتنفيذ هجوم واسع عليها.
وقالت الصحيفة إنّ “إسرائيل” لا تعرف ما إذا كانت الهجمات وشيكة بالفعل، لكنها تتصرف بحذر.
وقال مسؤولون للصحيفة إن حاملة الطائرات “لينكولن”، الموجودة في بحر الصين الجنوبي، تتحرك بسرعة نحو المنطقة، لأن واشنطن ترغب في وصولها قبل مغادرة الحاملة “روزفلت”، مشيرين إلى أن من غير الواضح إلى متى ستحتفظ الولايات المتحدة بحاملتي طائرات في المنطقة.
ورجّحت مصادر الصحيفة أن تستغرق “لينكولن” نحو أسبوعين للوصول إلى الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة إنّ إيران أبقت الدبلوماسيين في حيرة بشأن خططها هذه المرة، الأمر الذي أثار مخاوف من أن الأضرار الناجمة عن ضربة إيرانية قد تؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية إنه، “في كل يوم تقريباً، يبرز تهديد جديد من أحد كبار المسؤولين السياسيين أو العسكريين في إيران”، وإنّ “الحرس الثوري أعلن تدريبات عسكرية جديدة”، لكن هذا كله يأتي من دون أدلة بشأن كيفية الرد أو موعده.
ونقلت الصحيفة، عن أحد المصادر المطلعة، أن “هذا هو بالضبط ما تريده القيادة الإيرانية”، مضيفاً أنه “قد يحدث الهجوم الليلة، وقد لا يحدث. إن انتظار الموت أصعب من الموت نفسه”.
ورأت الصحيفة أنّ إيران “أطلقت حملة حرب نفسية من أجل إبقاء قدرات إسرائيل العسكرية والأمنية واللوجستية في حافة الهاوية، وحرمان الإسرائيليين من أي شعور بالهدوء”.
ونقلت مراسلة شبكة “بي بي سي” البريطانية، نفیسة کوهنورد، عن مسؤول عسكري أميركي، أنّ القوات الأميركية في الشرق الأوسط كانت تتوقع حدوث انتقام إيران وحزب الله، منذ يوم السبت.
وتابعت كوهورد أنه “يبدو أن لا أحدَ يعرف متى؟ أو حتى إذا…”، مؤكدةً أنها سألت عما إذا كانت هناك أي مؤشرات إضافية على أن الهجوم قد يحدث الليلة، وكان الجواب أن “لا شيء خاص اليوم”، على الرغم من أن هناك ترقباً “منذ فترة وجيزة، منذ أن أمر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، السفن بالإبحار بصورة أسرع”.
إسرائيل تستنجد بأوروبا والأمريكان
وكان “البنتاغون” الأميركي أعلن، في بيان، تأكيد وزير الدفاع، لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي بوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، التزام الولايات المتحدة اتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن “إسرائيل”.
وأشار أوستن، بحسب البيان، إلى “تعزيز وضعية القوات الأميركية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في ضوء التوترات الإقليمية المتصاعدة”.
وتعزيزاً لهذا الالتزام، بحسب بيان “البنتاغون”، أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات الأميركية، أبراهام لينكولن، المجهزة بمقاتلات، F-35C، بتسريع انتقالها إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، لتضاف إلى القدرات التي توفرها مجموعة حاملة الطائرات، ثيودور روزفلت، كما أمر “الغواصة الصاروخية الموجهة، جورجيا، بالتوجه إلى منطقة القيادة المركزية”.
وأكد محرّر الشؤون الدفاعية في مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، شاشانك جوشي، أنّ جزءاً من هدف إيران هو الترهيب النفسي، وأن “إسرائيل” أمام معضلة صعبة.
وفي تغريدة عبر حسابه الشخصي، في منصة “أكس”، قال جوشي إنه “إذا دقت إسرائيل ناقوس الخطر في وقت مبكر جداً، فإنها تخاطر في تفاقم الترهيب النفسي، وأن تقدم إيران على تغيير الخطط وتأخير الرد من أجل مضاعفة تأثيره وإطالة أمده. أما إذا تأخرت إسرائيل في دق ناقوس الخطر، فإن الأذى على مستوطنيها سيكون أكبر”.
تجدر الإشارة إلى أنّ المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أكد، في مؤتمر صحافي، أن “إسرائيل” تتابع التطورات من ناحية أعدائها، وتحديداً حزب الله وإيران، مشيراً إلى أن لا تغيير في هذه المرحلة في التعليمات الدفاعية للجبهة الداخلية.