إسرائيل طورت الذكاء الاصطناعي في صناعة الموت؟ “الخوارزميات أكثر أنظمة الدمار في تاريخ البشرية
قسم البحوث الأمنية والعسكرية
تونس 04-12-2023
تقديم :
لقد أثارت عمليات قصف الاحتلال لقطاع غزة استنكارا دوليا حول مدى الآلة الوحشية التي تستخدمها الصهيونية الخبيثة في فنون التقتيل والدمار، تاركة البشاعة والفضاعة الفادحة في تطويع العلم نحو قتل الانسانية جمعاء من دون شفقة ولا رحمة ولا تدخل إنساني فالبرمجيات والروبوتات هي التي تقتل وتدمر بحوشية الذكاء الإصطناعي، فهل ينهي الإنسان نفسه بالذكاءالإصطناعي والخوارزمات؟… واثبتت الحرب في غزة والعدوان الصهيوني أن العقل كيان الإحتلال أبشع العقول وأكثرها إسرافا في القتل والفتك على الإطلاق.
كان هذا محتوى لمقال فرنسي مترجم صادر عن صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية جاء في نص الترجمة مايلي :
“إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لشن حرب شاملة في قطاع غزة يستطيع بها تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، إن الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن الـ”21.
أولا- كيف طوعت إسرائيل حرب الذكاء الاصطناعي في مجزرة غزة ؟
نقلت الصحيفة الفرنسية عن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي دعى قيادته لما سماه “حرب الذكاء الاصطناعي” الأولى، باستخدام 3 خوارزميات، هي “الكيميائي”، و”الإنجيل”، و”عمق الحكمة”، وذكرت نظاما عسكريا آخر تستخدمه يطلق عليه “مصنع الإطفاء”.
استخدام الخوارزميات :
ويستخدم الجيش الإسرائيلي هذه الخوارزميات لتحليل عدد كبير من البيانات الاستخباراتية وتقدير تأثيرات الخيارات الإستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة . وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين على وجه الخصوص في حربه على قطاع غزة، هما “الإنجيل” و”مصنع النار.”
ويهدف الأول إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثاني، يُستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيّرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة، كما تكون الخوارزميات مسؤولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، وفق الصحيفة وأضافت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى الجيش الإسرائيلي تعمل من قبل مشغلين يجب عليهم التحقق والموافقة على الأهداف وخطط الغارات، مما يعني أن هذه الأنظمة لن تتخذ قرارا مباشرا بإطلاق النار، على الرغم من أن جزءا من العملية سيكون آليا
ثانيا – الخوارزميات ليست ذكاء بل تجارب صهيونية في صناعة الموت المحموم
امام تنديد دولي ببشاعة الحرب ومعدلات القتل اليومي المتوحش تتباهى إسرائيل بمنظومة الخوارزميات كونها أحدث تكنولوجيا حربية بل هي تجارب موت بعيدة كل البعد عن المبادئ العلمية الموصولة بضمير إنساني مستيقظ في سبيل أحياء التراث الإنساني المشترك .
إن خوارزمية “الإنجيل” تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية مقابلتها لمصدر عسكري، قال إن صواريخهم لغزة ليست عشوائية، وأفاد بأنه “عندما تُقتل فتاة في الثالثة من عمرها في منزل بغزة، فذلك لأن فردا بالجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس مهما”، مؤكدا أنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن قصف كل منزل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن استخدام هذه الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة فبحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، قصف 15 ألف موقع خلال الـ35 يوما الأولى من الحرب على القطاع، واعترف بأن خوارزمية “الإنجيل” سمحت له تلقائيا بتحديد “أهداف بوتيرة سريعة”.
الجيش الإسرائيلي قال إن خوارزمية “الإنجيل” تسجل 100 هدف يوميا للقصف، في حين كان الجيش يضع 50 هدفا سنويا في غزة لقصفهم، ووصف ضباط سابقون بالجيش الخوارزمية بأنها “مصنع اغتيالات جماعية”.