إرهابيون في مفاصل”الوفاق” وتوتر ينبئ بالأسوإ
طرابلس-ليبيا-22-12-2020
“كلهم عصابات نهب وتسلط”..هكذا وصف دبلوماسي إيطالي الجماعات السياسية المسيطرة على طرابلس بقوة الحديد والنار والمحتمية بالميليشيات المسلحة التي تفرض إرادتها على الشأن العام والتعيينات في المناصب العليا والمتوسطة في البلاد.
صورة قاتمة لعشرية سوداء كارثية منذ أن تولى حلف شمال الأطلسي تدمير الدولة الليبية ليستغل المجرمون الفراغ الحاصل ويوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه من تشريد ونهب لثروات الشعب واستباحة ليبيا للقوى الأجنبية والمرتزقة.
آخر إنجازات”السراج” تعيين أحد إرهابيي “داعش”محمد إبراهيم بلعم،مديرا ومتابعا لملف تبادل المعتقلين والجثامين، وفقا لقرار صادر عن وزارة “دفاع” حكومة السراج.
هكذا وببساطة شديدة، يتنقل القتلة والسارقون من جبهات الإحتراب، إلى مكاتب “السراج” السياسية والعسكرية.
ينسقون الإجتماعات ويقدمون المذكرات والتقارير ويظهرون كمنفذين لمخرجات اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في سرت، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف!.
مثل هذه الإجراءات، أخذت هذه المرة شكلا جديدا، عكس حجم الصراع الدائر منذ أشهر بين المتهافتين على مزيد الخراب.
وقد أصدر “السراج” قرارا أعاد من خلاله هيكلة ميليشيا الردع التابعة لباشا أغا، لتصبح جهازا تابعا له بشكل مباشر، وبذمة مالية مستقلة.
أما اختصاصاته فتتضمن -وفقا لما ادعاه القرار- تنفيذ السياسات الأمنية، والمساهمة في حماية وتأمين الحدود، وتتبع مصادر كل ما من شأنه منع حدوث اختراقات.
صحيح أن قرار “السراج” يعود إلى سبتمبر الماضي، غير أن تسريبه المتزامن مع التوتر الحاصل في طرابلس، ينبئ بأن الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من التصعيد السياسي والعسكري داخل هذه الحكومة، منتهية الصلاحية.
وتتجمع مؤشرات عديدة على احتمال حدوث تصعيد جديد على الساحة الليبية، لكن هذه المرة ليست بين الشرق والغرب، بل بين المكونات في الغرب الليبي.
وحملت مطالبة “قوة حماية طرابلس” بتنفيذ الإتفاق العسكري، إشارات نحو هذا التصعيد، خاصة في ظل التفسير الذي طرحه بعض الخبراء بأنها إشارة على الصراع الحاصل بين الميليشيات.
ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة،عادل كرموس، في حديث لـ”سبوتنيك”، أن السراج هو المستفيد الأكبر من عدم الوصول إلى توافق بشأن السلطة التنفيذية، لأنه الوحيد المستفيد من بقاء الحال على ما هو عليه.
ويعتبر أنه من خلال الفشل في الإتفاق يبقى محصنا من العزل، حيث أصبح يمارس صلاحياته المحصنة أيضا من الرقابة والمتابعة.
على الجانب الآخر قال الدكتور محمد زبيدة، أستاذ القانون الدستوري الليبي، إن الخلاف القائم بين “ميليشيات” طرابلس ومصراتة، يعود إلى التنافس بشأن السيطرة على العاصمة.
وأضاف أن بعض أسباب الخلاف تتمثل في تراجع حظوظ باشاغا بشأن رئاسة الحكومة، وأنه يود فرض نفسه بدعم “قواته”، إضافة إلى توجه الأتراك لدعم وزير الدفاع صلاح الدين النمروش بديلا لباشاغا، بعد زيارة هذا الأخير إلى مصر وفرنسا.
مؤشرات أخرى تمثل في لقاء باشاغا، أمس الإثنين بآمر المنطقة العسكرية الغربية المدعو أسامة جويلي،
حيث تم بحث العديد من الجوانب المتعلقة بالعمليات العسكرية، فيما يخص الدعم العسكري والأمني والتعاون المشترك..
ويرى خبراء أن لقاء باشاغا وجويلي جاء من أجل دعمه عسكريا في التحضيرات الجارية للمواجهات المحتملة في طرابلس، والتي انقسمت إلى معسكرين أحدهما يتزعمه باشاغا، أمام المعسكر المضاد بقيادة هيثم التاجوري. المدعو