إدارة ترمب تفكر في الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية وسط تزايد التوترات الدولية

قسم الأخبار الدولية 18/03/2025
في تطور مفاجئ، أفادت تقارير مسربة قبل ساعات قليلة من المكالمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن إدارة ترمب تدرس إمكانية الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية. يأتي هذا في إطار محاولات للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث.
أفكار ومواقف متباينة حول النزاع
موقع «سيمافور» أشار إلى تصريحات مسؤولين مطلعين على المناقشات التي تجري داخل البيت الأبيض، حيث أكدوا أن الرئيس ترمب أبدى صراحة رغبة في أن تقدّم أوكرانيا تنازلات إقليمية لروسيا كجزء من تسوية سياسية لإنهاء النزاع. وبينما لم يتخذ البيت الأبيض قرارًا نهائيًا بعد، فإن الطرح يثير جدلاً كبيرًا بشأن مستقبل العلاقات الأمريكية مع أوكرانيا وروسيا.
كان الرئيس ترمب قد أشار في السابق إلى فكرة تقسيم بعض الأصول، دون تقديم تفاصيل واضحة، في تصريحات أدلى بها أثناء تواجده على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية، وهو ما دفع الكثير من المراقبين إلى التشكيك في نية الإدارة الأمريكية لطرح صفقة شاملة تتضمن التنازل عن الأراضي.
الحقائق التاريخية والمواقف المستمرة
تعود أحداث القرم إلى عام 2014، عندما قامت روسيا بغزو شبه جزيرة القرم وضمها إلى أراضيها، في خطوة اعتبرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها غير قانونية، مؤكدة أن القرم هي جزء من الأراضي الأوكرانية المحتلة. وفي هذا السياق، كان ترمب قد ذكر في حملته الانتخابية عام 2016، قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، أنه قد ينظر في الاعتراف بالقرم كأراضٍ روسية، وهو الموقف الذي كرره بعد توليه الرئاسة.
الدور الأوروبي والأوكراني في التصدي للخطوات الأميركية
من المتوقع أن تواجه أي محاولة للاعتراف بالقرم كأرض روسية معارضة شديدة من أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث سبق وأن أصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استعادة الأراضي المحتلة، بما في ذلك القرم، في حال انتهاء الحرب. وأشار زيلينسكي في وقت سابق إلى أن استعادة شبه جزيرة القرم عن طريق الوسائل العسكرية أصبح أمرًا معقدًا، مما يفتح المجال أكثر للجهود الدبلوماسية.
على الصعيد الأوروبي، يُتوقع أن تقابل مثل هذه الخطوة مع اعتراضات قوية من الدول الأعضاء في حلف “الناتو”، التي تشدد على دعم سيادة أوكرانيا ورفض أي تسوية على حساب الأراضي الأوكرانية.