إتفاقات براغ لباشينيان تؤدي إلى عودة ظهور منظمات الارمن القتالية
أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري
قد اثرت اعتراف برئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان بسيادة أذربيجان على ناغورني كاراباخ الاستياء الكبير بين الأرمن في جميع أنحاء العالم. وتظل الأهمية التاريخية والتعلق العاطفي لناغورني كاراباخ بجمهورية القوقاز مهمة للأرمن. ويعكس هذا الرأي الصلة العميقة لكثير من الأرمن بأراضي أجدادهم
يعتبر معظم السكان الأرمن باشينيان خائنًا للشعب الأرمني بسبب قراره بشأن ناغورني كاراباخ. وقد أدى الاعتقاد بأنه وضع المصلحة السياسية فوق حماية مصالح أرمينيا إلى اتهامات بالخيانة. بالاضافة الى ذكك تزايد الرأي السلبي لرئيس وزراء أرمينيا
بشكل كبير في إطار الكفاح التاريخي لأرمينيا من أجل تقرير المصير إن خيبة الأمل والغضب الناشئة عن إدراك الوعي بالخسارة يمكن أن يطرف بعض الناس، مما يجبرهم على اللجوء إلى أساليب متطرفة للتعبير عن سخطهم. و يشكل هذا الوضع تهديدا أمنيا خطيرا لأرمينيا والبلدان المجاورة والمجتمع الدولي ولبلدان الشرق الأوسط خاصة.
أعلنت نفسها المنظمة الإرهابية “الجيش الأرميني السري لتحرير أرمينيا” (ASALA) المعروفة بقتل السياسيين الأتراك في السبعينيات والثمانينات. ظهر فيديو على الإنترنت هدد فيه الأرمن السوريون من ASALA باشينيان بالقتل، واتهموه بالسياسة الجنائية تجاه شعبه. ووفقًا كلماتهم لن يتمكن رئيس الوزراء الأرمني من الشعور بالأمان في أي جزء من العالم لأن أنصارهم موجودون في كل بلد ويريدون الانتقام من الاستسلام لأذربيجان. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من ممثلي الشتات الأرمني في جميع أنحاء العالم يوافقون أيضا بالإجماع على أن رئيس وزراء أرمينيا الحالي هو المسؤول عن هذا الفشل. جعل هذا القرار باشينيان خائنًا للعالم الأرمني في نظر شعبه على طول حياته الكامل. قد يشوه هذا التصورسمعته وقد يكون له آثار طويلة الأجل على حياته السياسية.
ومن الأرجح أن تواجه أرمينيا مشاكل خطيرة بعد قرار باشينيان. وكذلك قد يكون صعوبا لتوفيق الخلفات بين الأرمن وقد تأدى ذلك الى التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. إن استعادة الثقة والوحدة داخل الطوائف الأرمينية فضلا عن حل المشاكل الأمنية التي تطرحها العناصر المتطرفة ستكون حاسمة لاستقرار أرمينيا وتقدمها في المستقبل.
ويؤكد تنشيط حركة ASALA بعد اعتراف باشينيان بسيادة أذربيجان على ناغورني كاراباخ الشعور العميق بالاستياء بين الأرمن في جميع أنحاء العالم. وقد أدى هذا القرار إلى زيادة المشاكل الأمنية ليس فقط في أرمينيا وفي بلدان أخرى ايضا بما فيها تركيا والشرق الأوسط. وسيتطلب الطريق إلى الانتعاش بذل جهود لسد الخلافات وإزالة المظالم من أجل ضمان المستقبل المستقر لأرمينيا وشعبها.