أخبار العالمأمريكاأوروبا

أوروبا تندفع نحو شراكة استراتيجية مع واشنطن لمواجهة القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة

تحرك الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الجاري لتنسيق خطواته مع الولايات المتحدة ودول «مجموعة السبع» بعد أن وسّعت الصين نطاق القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، في خطوة وصفتها بروكسل بأنها «تصعيد غير مبرر» يهدد سلاسل الإمداد العالمية.

وأكد مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش أن وزراء التجارة والمالية الأوروبيين ناقشوا هذه التطورات في اجتماعهم بالدنمارك، معتبرين أن تشديد بكين لضوابط التصدير وإضافة عناصر وتقنيات تكرير جديدة يمثل «مصدر قلق بالغ». وأشار إلى أن الوزراء الأوروبيين يستعدون لإجراء مشاورات مع شركاء «مجموعة السبع» لبحث خيارات الرد، موضحاً أنه ناقش بالفعل المسألة مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، على أن تُعقد مكالمة مشتركة قريباً بين دول المجموعة لمواءمة المواقف.

وجاءت هذه التحركات الأوروبية بعد أن تسببت قرارات سابقة من الصين في أبريل الماضي في اضطرابات كبيرة بأسواق المعادن الاستراتيجية، خصوصاً تلك المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات. ومع ذلك، ساهمت بعض الاتفاقات الثنائية مع أوروبا والولايات المتحدة لاحقاً في تخفيف حدة الأزمة مؤقتاً، قبل أن تُعيد بكين فرض قيود أوسع مع اقتراب القمة المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترمب وشي جينبينغ.

ودعا وزير الخارجية الدنماركي لارس راسموسن إلى «رد أوروبي موحد وقوي» مع الحفاظ على قنوات التواصل مع الصين، مؤكداً أن التعاون مع واشنطن يمكن أن يمنح الاتحاد الأوروبي وزناً تفاوضياً أكبر. لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة تجنب الإجراءات الحمائية، مثل الرسوم الجمركية التي لوّح بها الرئيس الأميركي ترمب بنسبة 100 في المائة، والتي أثارت تقلبات حادة في «وول ستريت».

وأشار سيفكوفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث حالياً توسيع استثماراته في مشاريع لاستخراج ومعالجة المعادن النادرة خارج الصين، مع دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية، لتقليل الاعتماد على بكين. وأوضح أن تنفيذ هذه المشاريع يستغرق وقتاً، «لكن التطورات الأخيرة جعلت من تسريعها أولوية استراتيجية».

بهذه الخطوات، تحاول أوروبا الموازنة بين حماية مصالحها الصناعية والإبقاء على «خطوط التواصل» مفتوحة مع الصين، في وقت يتزايد فيه التنافس الجيو-اقتصادي حول السيطرة على الموارد الحيوية التي تشكل أساس الثورة التكنولوجية المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق