أنقرة تطرح مشاركتها في بعثة دولية لغزة ضمن جهود تثبيت الهدنة وإعادة الإعمار

قسم الأخبار الدولية 10/10/2025
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، استعداد قواتها المسلحة لتولي أي مهمة تُكلّف بها في إطار بعثة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة، وذلك بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» برعاية أميركية – مصرية – قطرية.
وأكدت الوزارة في بيان أن الجيش التركي «جاهز للاضطلاع بأي دور يُطلب منه» دعماً للجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة ومراقبة تطبيقها ميدانياً، موضحة أن لدى تركيا «تجارب راسخة في عمليات فرض وحفظ السلام ضمن مهام الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي».
وجاء هذا الموقف بعد تصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان الذي أعلن رغبة بلاده في المشاركة بـ«قوة مهام» تشرف على تنفيذ الاتفاق وضمان تدفق المساعدات إلى السكان المدنيين في غزة. وأوضح وزير الخارجية هاكان فيدان، من باريس، أن فريقاً رباعياً يضم الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر سيتولى مهمة التنسيق بين الأطراف المعنية ومتابعة تفاصيل الاتفاق على الأرض.
ويقضي الاتفاق بوقف العمليات العسكرية خلال 24 ساعة، والشروع في تبادل الأسرى والرهائن خلال 72 ساعة، إضافة إلى فتح المعابر الإنسانية وإطلاق برنامج لإعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في القطاع بعد حرب دامت عامين.
ويرى محللون أن أنقرة تسعى من خلال هذا الانخراط إلى استعادة موقعها كلاعب محوري في التوازنات الإقليمية بعد فترة من التراجع الدبلوماسي، خاصة في ظل التقارب الذي شهدته علاقاتها مؤخراً مع القاهرة والدوحة وواشنطن. كما يهدف التحرك التركي إلى تعزيز نفوذها في ملف القضية الفلسطينية وإبراز صورتها كقوة ضامنة للاستقرار الإقليمي.
غير أن مراقبين حذروا من أن المشاركة التركية في أي بعثة ميدانية قد تواجه تحديات سياسية وأمنية، نظراً لحساسية موقعها بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، واحتمال اعتراض بعض القوى الغربية أو الإقليمية على دورها العسكري المباشر داخل غزة.