أمريكا العاجزة أمام فيروس مجهري تستعرض عضلاتها …حتى في زمن الكوارث!
واشنطن-الولايات المتحدة-27-03-2020
في وقت تعيش البشرية كلها حالة من الهلع والرعب والخوف على مصيرها ووجودها بسبب زحف وباء قاتل لايعرف حدودا ولا قويا أو ضعيفا،كبيرا أوصغيرا.. وفي وقت تتعالى الأصوات بضرورة رفع الحصار والعقوبات عن الشعوب لكي تتجمع إرادات الجميع للقضاء على الغول الزاحف،تستمر السياسة الأمريكية في عدوانها وغطرستها برغم عجز قوتها وأموالها وجيوشها أمام فيروس مجهري،مبرهنة على توغل الأنانية المقيتة لديها وتضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط.
ويبقى الشيء الواضح في زمن الغموض الوبائي-على رأي الكاتبة الصحفية آسيا العتروس، أن الضمير الدولي كشف عن عجز و فشل غير مسبوق، فإلى جانب حجم و ثقل حصية ضحايا كورونا،هناك أيضا الوجه الاخر للمعاناة مع كورونا في المناطق حيث الصراعت الدموية سيد المشهد وحيث يتساوى الموت قصفا بالقنابل أو رميا الرصاص او غرقا في البحر أو جوعا بين الأهل ..وهناك الحصار الخانق على إيران الذي هو أقرب إلى جريمة حرب تمارس على الشعب الايراني،إلى جانب ما يعانيه الشعب الفلسطيني،من حصار وتأثير الإنحياز الأمريكي الأعمى للإحتلال.
آخر تقليعات هذه السياسة الأمريكية تمثلت في عرض الولايات المتحدة مكافأة، يمكن أن تصل الى 15 مليون دولار لقاء أي معلومات تتيح اعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو!
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أمس الخميس، “حزمة من المكافآت تتراوح ما بين 10 ملايين دولار إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة خمسة مواطنين فنزويليين (من بينهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو) مطلوبين لدى وزارة العدل الأمريكية”..والتهمة الجاهزة هذه المرة” لتورطهم في الإتجار بالمخدرات”!
بيد أن الهدف السياسي يتضح بالفعل-بعيدا عن تلك التهمة التي لاتقنع حتى مروجيها-حين يضيف بيان الخارجية: “يستحق الشعب الفنزويلي حكومة نزيهة ومسؤولة وتمثيلية تلبي احتياجات الناس”..
من جانبه،رد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا،واصفا الرئيس الأمريكي بـأنه”نصاب متعجرف”، حسب وكالة رويترز.
وقال: “ترفض فنزويلا وتدين بشدة، أمام المجتمع الدولي، التصريحات التدخلية التي أدلى بها دونالد ترامب، خلال خطابه السنوي في الكونغرس الأمريكي”، مشيرا إلى أن واشنطن بتصريحاتها “تهين الشعب الفنزويلي”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وعد “بسحق الطغيان” في فنزويلا، بالإشارة إلى حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال ترامب في خطابه عن حالة الإتحاد أمام الكونغرس: “تقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا دبلوماسيا ضد الديكتاتور الإشتراكي الفنزويلي نيكولاس مادورو”.
وأضاف: “نحن نؤيد آمال الكوبيين والشعب في نيكاراغوا والفنزويليين في استعادة الديمقراطية في بلادهم”.
مرة أخرى تبرهن كلمات ترامب على البعد السياسي الحقيقي من وراء الحكلة الأمريكية بما يعري الفبركة المكشوفة بخصوص تهمة المخدرات،على غرار تهم أخرى عديدة ساقتها آلة الدعاية الأمريكية للعدوان على الشعوب والتدخل في شؤونها الداخلية في استمرار لمنطق القوة والغطرسة والإبتزاز الذي عانت وتعاني منه أغلب شعوب العالم.
وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية وسياسية خانقة تفاقمت على أثر الإنقسام في المجتمع بين مؤيدين للرئيس الشرعي، نيكولاس مادورو، ومؤيدين لرئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، الذي نصب نفسه بدعم أمريكي يوم 23 يناير من العام الماضي، رئيساً مؤقتا للبلاد.