أخبار العالمأمريكا

في إشارة قوية لإيران أمريكا تنشر قاذفات B-2 Spirit في المحيط الهندي

بدأت قاذفات بي-2 سبيريت الاستراتيجية التابعة للقوات الجوية الأمريكية بالانتشار في دييغو غارسيا، وهي قاعدة عسكرية رئيسية في المحيط الهندي.

هبطت بالفعل طائرتان من جناح القاذفات 509، بينما تتجه طائرتان أخريان حاليًا من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري. قد تشير هذه الحركة غير العادية لقاذفات الشبح إلى استعدادات لشن ضربات محتملة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، أو قد تكون بمثابة رسالة ردع لإيران.

يتزامن هذا الانتشار، غير المسبوق في نطاقه، مع تكثيف الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن وتصاعد التحذيرات لإيران بشأن دعمها للجماعة وطموحاتها النووية.

تعزز واشنطن حضورها العسكري في منطقة تشهد تصاعدًا مستمرًا في التوترات الجيوسياسية، لا سيما بسبب تورط إيران المتزايد مع الحوثيين وأنشطتها النووية، التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها مصدر قلق أمني كبير.

قاذفات الشبح B-2 Spirit

قاذفة شبح استراتيجية مصممة لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف بالغة الأهمية وتصميمها الشبح، وموادها الماصة للرادار، يقللان بشكل كبير من مقطعها الراداري العرضي، مما يجعل اكتشافها واعتراضها صعبًا.

وتعمل بأربعة محركات من طراز جنرال إلكتريك إف-118 بدون حارق لاحق، ويمكنها الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 0.95 ماخ، ويبلغ مداها 11,000 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود، ويمكن زيادتها بالتزود بالوقود جوًا.

تعمل على ارتفاع 15,200 متر، وتحمل ما يصل إلى 23 طنًا من الذخائر، بما في ذلك قنابل نووية من طراز بي-61 وبي-83 بالإضافة إلى صواريخ إيه جي إم-129 أو إس آر إيه إم-2.

تعتمد قدراتها الدفاعية بشكل أساسي على خصائص التخفي، مدعومةً بأنظمة إلكترونية مضادة وحرب إلكترونية متطورة لتجنب كشف العدو ومزودة برادار الفتحة التركيبية AN/APQ-181، الذي يقلل الانبعاثات، تستطيع B-2 رسم خرائط دقيقة للتضاريس وتحديد الأهداف.

وقد أدخلت التحديثات الأخيرة في إطار برنامج Spirit Realm 1 (SR 1) نظامًا مفتوح البنية يسمح بدمج تقنيات أسلحة واتصالات جديدة مما يُحسّن الفعالية التشغيلية والمرونة في مواجهة التهديدات الناشئة وتضمن هذه التحسينات بقاء الطائرة فعّالة في الصراعات الحديثة، وتكيفها مع بيئات القتال المتطورة.

أكدت صور الأقمار الصناعية للساعات الثماني والأربعين الماضية وصول العديد من طائرات النقل الاستراتيجية من طراز C-17وما لا يقل عن عشر طائرات تزود بالوقود جوًا إلى دييغو غارسيا.

تشير هذه الحركة اللوجستية الكبيرة إلى استعدادات عملياتية مكثفة لطالما استُخدمت الجزيرة، وهي إقليم خاضع للسيطرة البريطانية كنقطة انطلاق للعمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط. وتشكل قاعدة آمنة بعيدًا عن متناول الصواريخ الإيرانية، مع تمكينها من نشر القوات بسرعة.

حركة الملاحة الجوية

تشير بيانات حركة الملاحة الجوية المتاحة للعامة إلى أن قاذفات بي-2 حلقت فوق أستراليا قبل أن تواصل طريقها نحو دييغو غارسيا، وتم تزويد ثلاث طائرات على الأقل – تم تحديدها برمزي النداء “بيتش 11″ و”بيتش 14” وطائرة ثالثة مجهولة الهوية – بالوقود أثناء الطيران.

وهبطت طائرة رابعة، “بيتش 13″، اضطرارياً في قاعدة هيكام الجوية في هاواي لأسباب غير معلنة كما غادرت طائرات بي-2 إضافية تحمل رمز النداء “أبا”، قاعدة وايتمان الجوية في وقت سابق من اليوم نفسه.

وقد أقرت قيادة الضربات الجوية العالمية التابعة لسلاح الجو الأمريكي بهذه التحركات، لكنها حجبت تفاصيل العمليات لأسباب أمنية.

تعزيزات عسكرية إقليمية موسعة

يعدّ حشد قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا جزءًا من تعزيزات عسكرية إقليمية أوسع ووفقًا لمجلة بوليتيكو، مدّد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث انتشار حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان في الشرق الأوسط، وأمر يو إس إس كارل فينسون ومجموعتها الضاربة بالانضمام إلى العمليات الإقليمية.

كما أُفيد عن وجود طائرات مقاتلة من طراز إف-35 إيه في المنطقة، مما يُعزز القدرات الجوية الأمريكية. ويشير هذا الحشد العسكري إلى تموضع استراتيجي يهدف إلى ردع التهديدات المحتملة وإظهار قدرة الولايات المتحدة على الرد على أي تصعيد.

إذا تمركزت أكثر من أربع قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا، فسيمثل ذلك استعراضًا قويًا للقوة موجهًا نحو الشرق الأوسط. وتتميز هذه الطائرات بقدرتها الفريدة على حمل قنبلة خارقة للذخائر الضخمة (MOP) وهي قنبلة تزن 30 ألف رطل مصممة لتدمير الأهداف المحصنة والمدفونة على عمق كبير، مما يجعلها سلاحًا أساسيًا في العمليات المحتملة التي تستهدف المواقع النووية الإيرانية.

يمنح الجمع بين تقنية التخفي والأسلحة الدقيقة الولايات المتحدة ميزة استراتيجية في ضرب الأهداف عالية القيمة مع تقليل مخاطر الاعتراض.

يعدّ نشر قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا أمرًا نادرًا، مما يُبرز الأولوية التي توليها واشنطن للوضع المتطور في الشرق الأوسط. وقد لعبت هذه القاعدة دورًا محوريًا في العمليات الجوية الأمريكية السابقة، بما في ذلك مهمات في أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 ويبرز استخدامها الحالي لنشر قاذفات الشبح تحولًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في المنطقة.

توسع العمليات الجوية الأمريكية

يثير تصعيد الغارات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين وتصاعد التوترات مع إيران شكوكًا بشأن احتمال توسع العمليات الجوية. وقد نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية متعددة ضد الحوثيين، بما في ذلك 15 ضربة أفادت بها رويترز في أكتوبر 2024، ردًا على الصراعات الإقليمية المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وفلسطين.

ويبدو أن واشنطن تستعد لمختلف الاحتمالات، معززةً وجودها الاستراتيجي ومحافظةً على قدرتها على التدخل عند الضرورة. ويبعث نشر قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للرد على أي تهديد لمصالحها أو مصالح حلفائها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق