أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

الكونغرس الأمريكي: قوة اللوبي الإسرائيلي تتحكم في موقف السياسة الخارجية الأمريكية

إعداد: فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية

تونس 18-12-2023

  في الوقت الذي تحدد فيه مواقف السياسة الخارجية الأمريكية ضرورة حسم العملية العسكرية الإسرائيلية الموجهة ضد قطاع غزة في خلال حيز زمني لوقف الحرب، على إعتبار مدى قدرة تحمل أعباء التمويل الخارجي الداعم للحرب هناك وما تنفقه الخزينة الأمريكية من نفقات عسكرية طائلة، يدرك المسؤولون الأمريكيون التأثير المتزامن مع اقتراب الانتخابات.

وبينما تشير استطلاعات الرأي أن 61 بالمئة من الأميركيين مع وقف الحرب على غزة، فيما تتظاهر المسيرات في الشارع البريطاني والأمريكي تنديدا بقضاعة ما تفعله الآلة الحربية الصهيونية المدمرة، حيث تسببت أشهر من القصف المكثّف في دمار واسع النطاق وقتل الآف من الأطفال والمدنيين تسعى الأجندات الأمريكية المستخدمة الى تعمد كتمان حقيقة ما يراه الرأي العام الامريكي بتعتيم كل مظاهر التأييد وقمع الاحتجاجات ومنعها داخل الشارع العام الأمريكي، وشن الإيقافات التعسفية،  والإحالات على القضاء بتهم متعددة… كدعم الحركات الإرهابية ومعادات السامية وبث الفوضى في الطريق العام او تهم التحريض الجماعي… وصل الأمر الى تجريم الأراء الداعمة والمتضامنة مع الفلسطينيين.

لجنة الإستخبارات الأمريكية اعتبرت أن السبب الحقيقي لهذا القدر من المراعاة التي يبديها السياسيون الأمريكيون في دعم إسرائيل، ومعادات الأصوات الأمريكية الداعمة لوقف الحرب على غزة هو قوة اللوبي الإسرائيلي الذي يلعب وزنا هاما داخل معظم مراكز القرار في الإدارة الأمريكية وفق الكتلة الديمقراطية المنافسة،  معتبرة إن “الفلسطينيين لديهم حجج مشروعة للغاية” و”تعرضوا لظلم وحشي”.

 فبين اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية علاقة جد استراتيجية في التحكم في السياق الأمريكي العام وخصوصا في  مسلك مرشحي الانتخابات، سواء الجمهوريون أو الديمقراطيون، من خلال استخدام منهجية دعم الكيان الصهيوني المؤقت.

14٪ فقط من مجلس النواب الأمريكي يقرون علنًا عن تأييدهم لوقف إطلاق النار رغم أن الرأي الأمريكي الأكثر شيوعا هو بنسبة 61 من استطلاعات رأي الشارع العام الأمريكي المؤيد لوقف الحرب بشكل نهائي ويفسر ذلك بأن الجماعات المؤيدة لإسرائيل تقدم مساهمات كبيرة في حملتها الانتخابية، وتزور أعضاء الكونجرس بشكل متكرر، وتضغط  لأجل دعم أنشطة الحكومة الإسرائيلية.

“AIPAC  “أو ” أي- باك” هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية

من المتوقع أن تنفق المجموعات التابعة ل ” أي-باك”  ما يزيد عن 100 مليون دولار في الانتخابات التمهيدية للإطاحة بالمشرّعين الذين يرون أنهم لا يدعمون إسرائيل بشكل كافٍ أو يتحدثون عن حقوق الفلسطينيين.

في أمريكا من السهل جدا دعم السياسة الصهيونية والمتمثلة في الرأس الحاكم لقلب الحكومة الإسرائيلية على حساب الرأي المعترف بحق الفلسطينيين وبشاعة الحرب المبيدة لهم “كشعب نزعت عنه الإنسانية ” لأن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لها وجود ونفوذ كبير في” الكابيتول هيل” و في هذا الصدد يقول  النائب جيم هايمز عن الحزب الديمقراطي العضو البارز في لجنة المخابرات بمجلس النواب، في اجتماع مع الناخبين إن “الفلسطينيين لديهم حجج مشروعة للغاية” و”تعرضوا لظلم وحشي”.

 لكنه أضاف أن الجماعات المؤيدة لإسرائيل – بما في ذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، تمارس القدر الأعلى من الضغط في الدفع باللكونجرس  نحو التأييد التام لإسرائيل من خلال الحافز المالي – الاقتصادي- الإنتخابي الماسك بذيل المال الامريكي أي بخيوط الأنتخابات في نهاية المطاف وهذا ما يفسر أن كلمة “أقف الحرب” هي  “الطريق الأقل مقاومة في أقسام السياسة الخارجية الامريكية.”

في تقارير سرية تتكتم القيادة الأمريكية على رأس البيت الأبيض أن أكبر قدر من الإنفاق على الحملات الانتخابية، من قبل المانحين المؤيدين لإسرائيل بالمقارنة مع السنوات الماضية ومنذ ثلاثين سنة ماضية قد سجلت أعلى حجم إنفاق ضخم من الأموال للمرشح الداعم تاريخيا لإسرائيل، كما كشف أن كان أكبر مساهم في لجنة  كان في عام 2022 هو “إي–باك”.

في  مقتبل العام القادم، من المتوقع أن تنفق  المجموعات التابعة ل أي باك” ما يزيد عن 100 مليون دولار على الانتخابات التمهيدية في محاولة للإطاحة بالمشرعين الديمقراطيين الذين يرون أنهم لا يدعمون إسرائيل بشكل كافٍ أو يتحدثون عن حقوق الفلسطينيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق