تصاعد المواجهة: الحوثيون يوسّعون قدراتهم الصاروخية ويستهدفون العمق الإسرائيلي رغم الضربات الأميركية
قسم الأخبار الدولية 20/03/2023
يبدو أن إسرائيل قد تواجه مزيدًا من الهجمات الصاروخية والمسيّرات المتطورة التي قد تكشف عنها جماعة أنصار الله (الحوثيين) خلال الأيام المقبلة، وفقًا لما نقلته تقارير إعلامية من صنعاء.
هجمات متصاعدة وصواريخ جديدة
أكد مراسل الجزيرة في صنعاء، محمد العطاب، اليوم الخميس، أن الحوثيين يواصلون تطوير ترسانتهم العسكرية رغم الضربات الأميركية، مشيرًا إلى إمكانية كشفهم عن صواريخ ومسيّرات جديدة أكثر تطورًا قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي. وأوضح أن الجماعة طوّرت خلال الحرب على غزة صاروخًا فرط صوتي جديدًا أُطلق عليه اسم “فلسطين 2″، وهو الصاروخ الذي استُخدم مؤخرًا لاستهداف مطار بن غوريون وقاعدة نيفاتيم العسكرية في جنوب إسرائيل.
ورغم الضربات الأميركية المستمرة التي تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن، فإن الجماعة تواصل إطلاق الصواريخ والمسيّرات، مما يعكس قدرتها على تجاوز الهجمات العسكرية الأميركية، وفقًا للعطاب. كما أشار إلى أن الحوثيين يستغلون تكتيكات عسكرية جديدة للالتفاف على القدرات الدفاعية الأميركية والإسرائيلية.
صافرات الإنذار تهز إسرائيل وتعطّل الملاحة الجوية
في الساعات الأولى من اليوم، دوّت صافرات الإنذار في أكثر من 200 بلدة ومدينة إسرائيلية عقب إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه مطار بن غوريون. ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن عملية اعتراض الصاروخ تمت بعد اختراقه الأجواء الإسرائيلية، وليس قبل وصوله، كما زعم بيان الجيش الإسرائيلي.
وأدت هذه الهجمات إلى توقف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون، حيث اضطرت طائرة تابعة لشركة “إلعال” الإسرائيلية، قادمة من لندن، إلى تغيير مسارها. كما لجأ ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وسط حالة من الترقب لتصعيد محتمل من اليمن.
إحراج لحكومة نتنياهو وتهديدات برد عسكري
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ضغوط متزايدة بسبب عدم تمكن حكومته من تحييد هذه الجبهة، رغم مرور أشهر على اندلاع الحرب. ووفقًا لمراسل الجزيرة في فلسطين، إلياس كرام، فقد أطلقت جماعة الحوثي منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 46 صاروخًا باليستيًا وفرط صوتي، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 320 مسيّرة مفخخة باتجاه إسرائيل.
وأثناء تعامل الجيش الإسرائيلي مع الصاروخ الحوثي الأخير، اضطر نتنياهو لمغادرة الكنيست إلى موقع آمن، حيث صرّح بأن الحوثيين “سيدفعون ثمن هذه الهجمات”. ويشير مراقبون إلى أن تصريحه قد يكون مؤشرًا على نية إسرائيل توجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد أهداف في اليمن خلال الأيام المقبلة، خاصة وأن تل أبيب استهدفت في السابق مواقع استراتيجية يمنية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومنشآت نفطية.
تطور الصراع الإقليمي وتصاعد التهديدات
يأتي هذا التصعيد في ظل انهيار الهدنة في غزة واستمرار العمليات العسكرية، ما قد يدفع إسرائيل إلى تكثيف عملياتها العسكرية في المنطقة. ومع امتلاك الحوثيين قدرات صاروخية متزايدة، تظل المواجهة بين الطرفين مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة إذا قررت إسرائيل تنفيذ تهديداتها بالرد على الهجمات اليمنية.
