أخبار العالمأمريكا

أميركا تتعهد بملياري دولار للأمم المتحدة وسط أزمة تمويل إنساني عالمية

أعلنت الولايات المتحدة تعهّدها بتقديم ملياري دولار لدعم الجهود الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة أزمة التمويل التي تواجهها المنظمة الدولية، بعد عام شهد تخفيضات واسعة في المساعدات الخارجية الأميركية والغربية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن هذا التعهّد يأتي في سياق دعم برامج الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة، من دون الكشف عن تفاصيل توزيع المبلغ أو القطاعات الجغرافية والإنسانية التي سيشملها، أو ما إذا كانت واشنطن تخطط لتعهدات إضافية لاحقاً. ويُعد الإعلان محاولة لإعادة تأكيد الدور الأميركي في دعم العمل الإنساني متعدد الأطراف، رغم السياسة التقشفية التي طبعت موازنة المساعدات خلال عام 2025.

وجاء التعهّد الأميركي في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة أزمة تمويل حادة، نتيجة تراجع مساهمات كبار المانحين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وألمانيا، بعد أن حوّلت دول غربية جزءاً كبيراً من مواردها المالية نحو الإنفاق الدفاعي. وأدى هذا التحول في الأولويات إلى فجوات كبيرة في تمويل برامج الإغاثة، في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والنزاعات حول العالم.

وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن المساهمات الإنسانية الأميركية تراجعت في عام 2025 إلى نحو 3.38 مليار دولار، أي ما يعادل قرابة 14.8 في المائة من إجمالي التمويل العالمي، مقارنة بـ14.1 مليار دولار في عام 2024، و17.2 مليار دولار في ذروة الدعم المسجلة عام 2022. ويعكس هذا الانخفاض اتجاهاً أوسع لتراجع التزامات المانحين، رغم تزايد أعداد المحتاجين إلى المساعدات.

وفي هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 23 مليار دولار خلال عام 2026، بهدف توفير الدعم الإنساني لنحو 87 مليون شخص معرّضين للخطر، وهو رقم يقلّ بنحو النصف عن المبلغ الذي طلبته المنظمة لعام 2025، في مؤشر على تكيّفها القسري مع واقع شحّ الموارد. وأقرّ منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، توم فليتشر، بأن الاستجابة الإنسانية تمرّ بمرحلة ضغط غير مسبوق، محذّراً من أن نقص التمويل يفرض «خيارات قاسية» في تحديد الأولويات، ويهدد بترك ملايين المحتاجين من دون دعم كافٍ.

ويضع التعهّد الأميركي الجديد الأمم المتحدة أمام فرصة محدودة لتخفيف بعض أوجه العجز، لكنه في الوقت نفسه يسلّط الضوء على اتساع الفجوة بين حجم الاحتياجات الإنسانية العالمية ومستوى الالتزامات المالية الفعلية، في عالم تتزايد فيه الأزمات بينما يتراجع فيه سخاء المانحين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق