مقترح سلام أميركي يربط إنهاء الحرب بانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي عام 2027 وسط غموض الموقف الروسي وتحرّكات دبلوماسية مكثّفة

قسم الأخبار الدولية 11/12/2025
كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن ملامح مقترح سلام جديد يُناقَش في الكواليس بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، بدعم من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، يقضي بانضمام أوكرانيا رسميّاً إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2027 كجزء من تسوية أوسع لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022. ويأتي هذا التسريب في وقت تبحث فيه واشنطن عن صيغة توازن بين مطالب كييف الأمنية والسياسية وبين الحاجة إلى وقف النزاع الذي أثقل أوروبا اقتصادياً وأمنياً.
ووفق الصحيفة، فإن المقترح الذي يجري العمل عليه يحظى بدعم بروكسل، التي ترى في دمج أوكرانيا داخل المنظومة الأوروبية خياراً استراتيجياً طويل المدى لتعزيز الاستقرار في الجوار الشرقي للاتحاد. وتُعدّ هذه الخطوة، في حال اعتمادها، تحوّلاً كبيراً في مسار توسّع الاتحاد، إذ تأتي رغم استمرار الحرب ووجود مناطق نزاع نشطة داخل الأراضي الأوكرانية.
وعلى الجانب الروسي، أفاد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين، بأن موسكو لم تطّلع بعد على أي نسخة معدّلة من الخطة الأميركية، مؤكداً أن روسيا «قد لا تقبل» بالمقترحات عندما تُعرَض عليها رسمياً. وتُشير هذه التصريحات إلى استمرار الهوة الواسعة بين الموقفين الروسي والأميركي، بما يعقّد احتمالات التوصل إلى اتفاق في المدى القريب.
كما نقلت وسائل الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو «لا تعلم» ما إذا كان اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي سيُعقد فعلاً، وهو ما يعكس حالة من الغموض الدبلوماسي المحيط بالمفاوضات.
وفي السياق الداخلي الأوكراني، لم يستبعد أوشاكوف احتمالية أن يستخدم الرئيس فولوديمير زيلينسكي خيار الدعوة إلى انتخابات جديدة كمدخل لطلب وقف إطلاق النار، في خطوة تعكس حجم الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها كييف في ظل استمرار الحرب وتراجع المساعدات الغربية تدريجياً.
وتأتي هذه التطورات بينما تسعى الأطراف الوسيطة إلى الحفاظ على زخم المفاوضات، في وقت تبحث فيه أوروبا عن تسوية تُنهي الصراع وتمنع تمدده، مع الحفاظ على التزاماتها السياسية تجاه أوكرانيا، التي بات انضمامها للاتحاد الأوروبي جزءاً من معادلة السلام المطروحة حالياً.



