الجزائر تشهد حراكاً سياسياً مكثفاً مع اقتراب الانتخابات وتحركات المعارضة والموالاة نحو الجنوب والحرية الإعلامية

قسم الأخبار الدولية 08/12/2025
تصاعدت وتيرة النشاط السياسي في الجزائر في ظل الاستعدادات للانتخابات التشريعية والمحلية المقررة قبل منتصف 2026، مع عودة أطراف المعارضة مثل حزب العمال وجبهة القوى الاشتراكية بعد غياب عن الاستحقاقات السابقة، فيما كثّفت الأحزاب الموالية نشاطها عبر جولات ميدانية وتنظيم هياكلها المحلية لتعزيز وجودها وحشد قواعدها.
ركز التجمع الوطني الديمقراطي الموالي للحكومة، خلال تجمعه في تمنراست، على مشاريع التنمية في الجنوب، مع التأكيد على إنشاء مطار دولي بالولاية وربطه بجميع العواصم الأفريقية، في إطار خطة لتعزيز البنية التحتية والخطوط الجوية الجزائرية. في المقابل، دعا عبد الكريم بن مبارك أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني إلى تعزيز التماسك الوطني لمواجهة أي خصومات خارجية، مشدداً على حماية السيادة الوطنية في مواجهة التدخلات المحتملة من الخارج، وإرسال رسالة واضحة حول متانة الجيش واستقرار المؤسسات في مواجهة التهديدات، بما فيها الحركات الانفصالية بالخارج.
ومن جهته، شدد فاتح بوطبيق رئيس حزب جبهة المستقبل على أهمية التواصل مع المواطنين في مناطق الجنوب، ودمج الكفاءات الشابة في الخطط الاقتصادية، مؤكداً استعداد حزبه لتقديم مقترحات عملية لتعزيز الخدمات العمومية ودعم الاستثمار المحلي.
وفي سياق الحريات، دعا عصماني رئيس حزب صوت الشعب إلى رفع القيود عن الصحافة وضمان ممارسة مهنية لوسائل الإعلام، في حين شددت لويزة حنون أمينة عام حزب العمال على ضرورة تعديل قانون الأحزاب لضمان حرية النشاط السياسي، وأكدت على تعزيز الحضور الميداني للحزب استعداداً للانتخابات.
أما عبد الله جاب الله زعيم جبهة العدالة والتنمية، فطالب بإصلاحات سياسية لضمان نزاهة الانتخابات ورفع القيود عن الحريات، إلى جانب إصلاحات اقتصادية عاجلة لمواجهة التضخم وتحسين القدرة الشرائية، مؤكداً أهمية تعزيز تواجد الحزب على الأرض استعداداً للاستحقاقات المقبلة.
يُظهر هذا الحراك السياسي المكثف مزيجاً من تحركات الموالاة لتعزيز التنمية والبنية التحتية، ومطالب المعارضة بتحسين الحريات السياسية والإعلامية، وسط استعدادات شاملة للانتخابات القادمة التي ستحدد ملامح المشهد السياسي الجزائري خلال الأعوام المقبلة.



