أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

السودان : ارتفاع عدد قتلى قصف الدعم السريع على كلوقي إلى 200 شخص ونزوح جماعي لإنعدام الغذاء …

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة ، اليوم الاثنين، استهداف المدارس والمستشفيات في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان جنوبي السودان “انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني”. جاء ذلك وفق بيان صدر عن المتحدث باسم غوتيريس، ستيفان دوجاريك، أعرب فيه عن صدمته إزاء تقارير أفادت بمقتل عشرات الأطفال والمدنيين في هجمات مميتة في ولاية جنوب كردفان. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت السلطات السودانية، أمس الأحد، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة ارتكبتها  الدعم السريع و”الحركة الشعبية- شمال” بقصف على مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد، إلى 114 قتيلاً، بينهم 63 طفلاً.

وقال غوتيريس، وفق البيان، إنّ تقارير أفادت بوقوع ثلاث غارات على الأقل في مدينة كلوقي في 4 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، استهدفت اثنتان منها روضة أطفال، بينما استهدفت الثالثة مستشفى نُقل إليه مصابون لتلقي العلاج. وأدان غوتيريس جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، معتبراً أن استهداف المدارس والمستشفيات قد يُشكل “انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني”.

وشدد على ضرورة أن تحترم كافة الأطراف المدنيين في السودان وأن تحميهم وأن تسمح بوصول الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الرعاية الطبية إلى المدنيين المحتاجين وأن تسهل مرور الإغاثة الإنسانية بسرعة وبدون عوائق. ولفت إلى أنه في اليوم نفسه، استهدفت غارة جوية قافلة إنسانية في شمال كردفان كانت تنقل مساعدات غذائية إلى شمال دارفور، ما أدى إلى إتلاف شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وإصابة سائق الشاحنة بجروح خطيرة.

واستنكر الأمين العام هذا الهجوم على العمليات الإنسانية في وقت تشتد فيه الحاجة إليها، محذرا من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم كردفان بالتزامن مع انخفاض الإمدادات المنقذة للحياة، وفي ظل وجود مجاعة في كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان. ودعا غوتيريس إلى “عدم تكرار الانتهاكات والتجاوزات المروعة لحقوق الإنسان التي أُبلغ عنها في الفاشر خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك التقارير عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، في إقليم كردفان”.

وطالب جميع الدول التي لها نفوذ على الأطراف بالسودان، بأن تتخذ إجراءات فورية لوقف القتال فورا ووقف تدفق الأسلحة الذي يؤجج الصراع. وجدد دعوته للأطراف إلى الاتفاق على وقف فوري للأعمال العدائية، واستئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعملية سياسية شاملة وجامعة بملكية سودانية. وأكد استعداد الأمم المتحدة لدعم أي خطوات حقيقية لإنهاء القتال في السودان، ورسم الطريق نحو السلام الدائم.

من جهتها، أعربت جامعة الدول العربية، عن إدانتها الشديدة لمجزرة كلوقي، مؤكدة ضرورة فتح تحقيقات مستقلة وشفافة حول الجريمة، ومحاسبة الجناة، ومنع إفلاتهم من العقاب. وأوضحت الجامعة العربية، في بيان، اليوم الاثنين، أن مجزرة كلوقي جاءت في ظل تواصل الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في السودان، منوهة في هذا الصدد بالانتهاكات المروعة التي راح ضحيتها مئات المدنيين في مدينة الفاشر بعد سقوطها في يد قوات الدعم السريع.

وأعربت عن إدانتها لهذا النمط غير المسبوق من استباحة دم المدنيين في السودان دون رادع أو وازع، وللإصرار على مواصلة ارتكاب الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً لأحكام القانون الدولي، محملة الجهات المسؤولة عن هذه المجزرة المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة. وحذرت الجامعة العربية من أن استمرار هذا التدهور الخطير وتحوّل العنف إلى ممارسة ممنهجة، يشكل تهديداً مباشراً لوحدة السودان وسلامته الإقليمية، ويعكس كذلك إصراراً في تقويض السلم الأهلي، وفتح الباب أمام دورة طويلة من الفوضى والعنف المسلح من أجل تفكيك البلاد، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات وخيمة على الأمن السوداني والإقليمي. كما أكدت استمرار انخراطها مع شركائها الإقليميين والدوليين في تنسيق مختلف المبادرات الرامية إلى وضع حد لأعمال العنف غير المسبوقة، واستعادة السلم والاستقرار في البلاد، وإطلاق مسار سياسي سوداني متماسك يساهم في وقف هذا التدهور الخطير في الأوضاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق