إسرائيل ترفع ميزانية الدفاع لعام 2026 إلى أكثر من 34 مليار دولار وسط ضغوط الحرب وتحديات الاستقرار الداخلي

قسم الأخبار الدولية 05/12/2025
رفعت إسرائيل ميزانية الدفاع لعام 2026 إلى مستوى غير مسبوق بلغ 112 مليار شيقل، أي ما يعادل 34.63 مليار دولار، وفق ما أعلنه مكتب وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في خطوة تعكس استمرار تداعيات حرب غزة وما نتج عنها من مواجهات على عدة جبهات. وقد مثّلت الزيادة مقارنة بالمسودة السابقة التي قدرت الميزانية بنحو 90 مليار شيقل امتداداً لمسار تصاعدي في الإنفاق العسكري بدأ منذ اندلاع حرب 2023–2024، حين أنفقت إسرائيل 31 مليار دولار على عملياتها في غزة وجنوب لبنان.
وانطلقت مناقشات مجلس الوزراء في جلسة وُصفت بـ«الماراثونية» تمهيداً لإقرار مشروع ميزانية 2026 قبل عرضه على الكنيست، وسط ضغوط سياسية كبيرة تهدد بانتخابات مبكرة إذا فشلت الحكومة في تمريرها قبل مارس المقبل. وتوافق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على إطار الإنفاق الدفاعي باعتباره «ضرورة استراتيجية» لضمان الجاهزية العسكرية على كل الجبهات، لا سيما في ظل الهشاشة الأمنية التي ما زالت تخيم على الحدود الشمالية والجنوبية رغم اتفاقات وقف النار مع «حماس» و«حزب الله».
وأكد كاتس أن الجيش سيواصل تعزيز قدراته ورفع جاهزية قواته، مع التركيز على دعم المقاتلين وتخفيف العبء عن قوات الاحتياط التي لعبت دوراً محورياً خلال الحرب الماضية. فيما شدد سموتريتش على أن القفزة في الإنفاق العسكري – والتي بلغت 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 – تأتي في إطار موازنة تسعى إلى «إعادة إسرائيل إلى مسار النمو» بالتوازي مع تلبية متطلبات الأمن القومي.
وتدل زيادة الميزانية على إدراك إسرائيلي بأن تهدئة الجبهات لا تعني انتهاء المخاطر، وأن الاستثمار في البنية العسكرية ما زال بالنسبة لصناع القرار شرطاً للحفاظ على الردع وتجنب مفاجآت أمنية جديدة، في وقت يتواصل فيه السجال السياسي الداخلي حول أولويات الإنفاق وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع.



