آسياأخبار العالم

القمة الروسية – الهندية تؤكد الشراكة الاستراتيجية وسط تحديات الضغوط الأميركية

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلى الهند تستمر يومين، حاملة أهمية بالغة على صعيد تعزيز التحالفات الروسية التقليدية، لا سيما في ظل الضغوط الأميركية على نيودلهي لتقليص تعاونها مع موسكو في قطاعات الطاقة والدفاع. يرافق بوتين وفد واسع من مسؤولي الأعمال، والطاقة، والصناعة الدفاعية، يعكس أولويات المحادثات التي تشمل الدفاع والطاقة النووية والهيدروكربونات والفضاء والتكنولوجيا والتجارة.

تأتي الزيارة في وقت يزداد فيه التعاون العسكري والتكنولوجي بين البلدين، حيث تناقش نيودلهي وموسكو صفقة لتوريد طائرات «سوخوي-57» وتوسيع إنتاج أنظمة الدفاع الجوي «إس-400» وربما «إس-500»، بالإضافة إلى توطين الصناعات العسكرية المشتركة مثل مشروع الصواريخ «براهموس» وتحديث المعدات الروسية القائمة. كما تبحث الهند والكرملين مسارات توسيع التعاون المالي والمصرفي، بما في ذلك إدخال نظام الدفع الروسي «مير»، وتعزيز التجارة الثنائية التي شهدت ارتفاع واردات النفط الروسي إلى الهند بنسبة 600% منذ بدء اتفاقية التجارة الحرة.

وتعكس هذه الخطوة تحدياً مباشراً للضغوط الأميركية، التي هددت بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الهندية، في حين ترى موسكو ونيودلهي أن التعاون الاستراتيجي بينهما لا ينبغي أن يتأثر بتدخل دول ثالثة. كما تهدف القمة إلى الحفاظ على توازن موسكو بين شراكتيها مع الهند والصين، مع التأكيد على احترام العلاقات الثنائية بين نيودلهي وبكين، في إطار استراتيجية روسية لتعزيز نفوذها الدولي والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

تُظهر الزيارة، وفق المراقبين، أن الهند اختارت تعزيز علاقتها مع روسيا على الرغم من الانتقادات الغربية، مؤكدة أن الشراكة مع موسكو تتقدم على المصالح المؤقتة مع الغرب، في خطوة تُعزز مكانتها الاستراتيجية في آسيا وتوسع نفوذها في مجالات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق